الهمـــــزة والتســـهيلعند شعراء قريش

Abstract

الحمد لله ذي القدرة القاهرة والآلاء الظاهرة والنعم الوافرة، والصلاة والسلام على الهادي إلى خير الدنيا والآخرة. الحمد لله القائلﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ( ) .
وبعد
فان من نعم الله على خلقه أن سهّل عليهم سبل التخاطب والتفاهم بأيسر السبل، ومنّ على امة العرب أن جعل لغتها من اجَلِّ اللغات وأعظمها شأناً. فختم الرسالات بخير خَلْقه، وأنزل عليه أحسن كُتُبِهِ ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﭼ( )، ثمّ كان العرب من قبل ذلك ومن بعده تتفاوت لهجاتهم بحسب البيئة والبعد أو القرب من لغة الأدب العالية التي تشير كثير من مصادر الأدب واللغة إلى أن أقربها من ذلك لغة قريش لمكانهم من الحرم فكانوا ملتقى العرب بشتى مواطنهم ولهجاتهم.
وكانت الظواهر اللغويّة المختلفة من بين سائر الأمور التي واكبت تعدّد الأوطان والطباع، ولعلّ من أبرز ما انمازت به لهجة قريش بين أقلام الدارسين قديماً وحديثاً تلك المقولة التي تحكم على لهجة قريش بانعدام الهمز عندهم إلا في أوّل الكلام أو ربما إذا اضطروا همزوا( )، وجاء هذا البحث للوقوف على مدى صحّة إطلاق هذا الحكم، ومدى صحّة هذا القول في اللغة الأدبيّة لقُريش، وفيما إذا عَنَى الدارسون فيما قالوه ما يتصل باللهجة التي هي لغةُ التخاطب اليوميّ أكثر ممّا هو في اللغة العالية، فجاء هذا البحث على مطلبين: الأول منهما حاول إيجاز صور التسهيل كي لا يكون القارئ بعيداً عن تطبيق نوع التسهيل في الكلمة التي يتناولها المطلب الثاني الذي تناول الهمز والتسهيل عند شعراء قريش، وقد اقتصرنا على عددٍ من الشعراء الذين لم يبتعدوا مكاناً عن مكّة أو زمن نزول القرآن ثمّ ختمنا البحث بعرض ما توصل إليه، سائلين المولى جلَّ وعلا أنْ يوفّقنا لخدمة لغة كتابه العزيز انّه نعم المولى ونعم النّصير.