الكفاءة الاجتماعية وعلاقتها بالتكيف الاكاديمي لدى طلبة الجامعة

Abstract

يعيش الانسان حالياً في عالم سمته التغير السريع حيث يواجه بمتغيرات ومواقف لا حصر لها وفي مختلف مجالات الحياه , مما يولد الصراع لدية ويؤثر في حياته النفسية بشكل خاص وحياته الفكريه والعملية واسلوب حياتة بشكل عام , كما ان مجتمعنا المعاصر يواجه العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية , وكل ذلك يسبب قله أسهم في ان يعيش الافراد تحت وطأه الضغوط النفسية في الحياه , مما يسبب قلة التكيف والتلاؤم مع ظروف العمل وشعوره بالقلق , وقد ينجم عن ذلك عدم الثقة بالنفس وقله الاستقرار النفسي لدية , وعلى الفرد وسط كل هذا ان يحقق التوافق والتلاؤم مع هذه المتغيرات والظروف , مما يساعداه على ان يسلم من الاضطرابات والامراض النفسية , وان يكون بالتالي عضواً نافعا في المجتمع . والمرحلة الجامعية تمثل البيئة الخصبة لأسئلة الطلبة التي تتوجه الي المستقبل ,والمصير والقيم وغيرها من الموضوعات الشائكه . كل ذلك من شأنه ان يخلق حالة من القلق والتوتر المستمر , ومن جهة اخرى تزداد هذه المشكلة خطورة في المرحله الجامعية باعتبارها مرحلة انتقالية مهمه في حياه الطالب لما تحتاجه هذه الشريحه في هذه المرحله من قدرات نفسية وفكرية والى كفاءات عالية لمواجهه التوترات الطارئة او القلق بسبب مجيئهم من بيئات مختلفة الى مجتمع الجامعه وما يتطلبه هذا المجتمع الجديد من استعدادات وقدرات لتكوين صداقات جديده واختلاط مع الجنس الاخر , وطرائق تدريسية مختلفة وتطلعات واسعه . وتذكر فاطمه الدماطي (1991) ان (كلوزمير ,Klousmier) أشار الى ان مفهوم القدرات يعتبر ذا معنى اذا ما اتصل بنتائج التعلم , فالقدرة على التفكير المستمر تعتبر متصلة بالعمل في الفن والموسيقى والاقتصاد المنزلي , اما قدرات المحتوى السلوكي (الكفاءة الاجتماعية باعتبارها احد مكونات الذكاء الاجتماعي ) فتؤدي الى تعلم المعلومات الواقعية والمهارات في حل المشكلات , وتعلم الفنون واللغات والدراسات الاجتماعية والعلوم وفهم الفرد اذا كان معلماً ذو كفاءة لنفسة وفهمه لطلابه والتعامل معهم . كما تعد مشكلة الاستقرار النفسي ايضاً من المشكلات الهامه التي تواجهه الطلبة في مختلف المراحل الدراسية والتي بدورها تأثر تأثير سلبي على التحصيل العلمي والمعرفي وعلى سير العملية التعليمية والتربوية بشكل سليم وبكفاءة عالية. إذ اهتم الباحثون في التربية وعلم النفس لمفهوم التكيف الاكاديمي لارتباطه بالعديد من العوامل المؤثرة في حياة الفرد سواء كان ذلك على المستوى الاجتماعي ام الاسري ام الاكاديمي. وقد نجد ان الكثير من طلبة الجامعة من يعاني من صعوبات في التكيف الاكاديمي, مما يؤثر سلبا على ادائهم الاكاديمي وتفاعلهم الاجتماعي والشعور بعدم الثقة وفقدان الشعور بالأمن ولهذا فان معظم الجامعات تولي اهمية بالغة لتحقيق التكيف الاكاديمي لطلبتها خاصة ان كثيرا من الطلبة قد يتعرض لمجموعة من المشكلات النفسية, والاجتماعية, والاكاديمية كالقلق والتوتر والشعور بالعزلة وتدني التحصيل الاكاديمي, ولما كان التكيف الاكاديمي مرتبطا بالكثير من العوامل والمتغيرات, فان الباحثين والمختصين في التربية وعلم النفس حاولوا دراسة هذه المتغيرات لمعرفة مدى ارتباطها بالتكيف الاكاديمي, وايمانا من الباحث بأهمية التكيف الاكاديمي وعلاقته باتجاهات طلبة الجامعة نحو اختصاصاتهم الدراسية, فقد جاءت هذه الدراسة لتحديد التكيف الاكاديمي وعلاقته بالاتجاه لدى طلبة الجامعة ولما كان الاتجاه يمثل سمة نفسية مركبة تنطوي على عناصر معرفية Cognitive وعاطفية Affective, ونزوعيه Behavioral, نحو موضوع معين. ونظراً لأهميه كل من الكفاءة الاجتماعية والتكيف الاكاديمي ونظراً لطبيعه المشكلات التي تواجه الافراد بسبب ضعف كل من مستواهما وايضاً قله الدراسات التي اهتمت بهذا الموضوع فقد نشأت الحاجه الى وجود دراسة حديثة للكشف عن مستوى الكفاءة الاجتماعية ومدى علاقتها بالتكيف الاكاديمي لدى طلبة جامعه تكريت . و يمر مجتمعنا اليوم بمرحله من اخطر المراحل , وخاصه في ضل التحديات والصعوبات التي تواجهه وظهور مفاهيم عصرية مثل العولمة , وصراع الثقافات . كما اننا نعيش في مجتمع يحتاج الى فرد يستطيع التكيف والتواصل والتأقلم مع ألاخرين في اطار الجماعة التي يعيش فيها ,ومن ثم تعد أهميه دراسة السلوك الاجتماعي للافراد من اهم الموضوعات التي ينبغي الاهتمام بها لانهما ترتبطان بحياه الفرد مما يؤثر على حياته الاجتماعية بصفه عامه والدراسية بصفه خاصة ان للتربية والتعليم اسهامه كبيرة وبارزه في تفتيح ذهنية وتوجيهها الاتجاه العلمي العقلاني الطموح , وبعد النظر وترسيخ السعي والمثابرة على بناء الحياة , وتغيير الواقع بالاتجاة الصحيح . وتقع على عاتق التربية والتعليم ايضا مهمة تفجير المواهب والقابليات واطلاق قوى الفكر والابداع والكشف عن طاقات النبوغ والعبقرية وتثويرها , اذاثبت علميا ان المواهب والقابليات الانسانيه لا يمكن ان تنمو نموا صحيحا الا بالاعتماد على جملة وسائل تربويه علمية وبرامج تعليمية مدروة ,وتلك مهمه الجهاز التربوي التعليمي . ( ابو شعيرة وغباري ,80:2011)كما ان التعليم هو اهم وسيلة لبناء الشعوب ومواجهة متغيرات المستقبل وتحدياته , كما انه هو البداية الحقيقية للتقدم . وان جميع الدول التي تقدمت جاء تقدمها ونهضتها من بوابة التعليم , بل ان الدول المتقدمة نفسها تضع التعليم في اولية برامجها وسياسياتها . والقضية هي كيف نجعل العملية التعليمية شاملة لكي يكون المتعلم او الدارس مواكباً لهذه التطورات وقادراً على التعامل مع كل هذه المتغيرات عن طريق فلسفة متوازنة للتعليم , بمعنى ان يكون الهدف الاساسي للتعليم اعداد انسان يستطيع ان يتعامل مع كل هذه المستجدات ومعطيات التغير , وان ينتقل من التعليم كمرحلة الى التعليم مدى الحياة , وان تكون اولى مهام التعليم في هذا القرن –بكل تقدمه و متغيرته –ان يعد بشرا قادرا على ان يكون شخص كفوء قادراً على التعامل مع مواقف الحياة التي تواجهه وغرس الثقة بالنفس في المستقبل لتحقيق الاستقرار النفسي واطلاق الطموحات بلا حدود لعبور الفجوه الحضاريه ( شحاتة وعمار2002 : ,20-21). وتعد الجامعه قمه في المؤسسات التربويه والعلمية في المجتمع , وكانت وما زالت محط امال المجتمع وتطورةلاهدافها ودورها المتميز في نهوض وتقدم المجتمعات , ورفدها بالطاقة البشرية التي تتولى مشاريع التنمية والتطوير في مجالات الحياة كافة. وتكمن أهمية البحث الحالي الى دراسة الكفاءة الاجتماعية وعلاقتها بالتكيف الاكاديمي لدى طلبة جامعه تكريت والتي تعد من المواضيع المهمة ويتم ذلك بأعداد مقياس للكفاءة الاجتماعية واخر للاستقرار النفسي ولذلك لتقييم مستوى الكفاءه الاجتماعية وايضا مستوى الاستقرار النفسي لدى الطلبة الذي قلما تناولتة البحوث النفسية في العراق ,مما يغني المعرفة النظرية والعملية لهذه المتغيرات ,والاهمية الوقائية للبحث الحالي لانة يحفز الطلبة في الجامعه الى زياده بالنشاطات والعمل على تعزيز مستوى كفاءتهم, ومعرفة قدراتهم المعرفية , مما يحقق اهدافهم واهداف المجتمع الذي ينتمون اليه .كما يعد وسيلة مهمة في معالجة ظروف العمل المختلفة كما يساعد على تكيفهم الاكاديمي .