الطرق والممرات التجارية وأثرها الإجتماعي والأقتصادي في صدر الاسلام (الجزيرة العربية أنموذجاً)

Abstract

الحمد لله المبدع الاعظم والصلاة والسلام على النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ورضي الله عن اصحاب رسول الله الكرام الذين عاهدوا فوفوا وبايعوا فاخلصوا وهم بلا شك خريجومدرسة الرحمة المهداة وتميزوا بغزارة علمهم فكانوا بحق حواريو رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.وبعد..فقد كان للطرق والممرات البرية والبحرية دورا مهما في حياة السكان وفي نشأة المدن والممالك في الجزيرة العربية وخاصة في الشمال والجنوب فكان خطا تجاريا بين جنوب الجزيرة العربية وبين شمالها.وكان للنقوش التاريخية وللكتابات اثرا مهما وخاصة كتابات المسند الذي يعد من الجوانب الحضارية المهمة آنذاك. وكان لشبكة الطرق التجارية البرية والبحرية اهمية كبيرة جدا في حدوث الانتعاش الاقتصادي والتطور الزراعي والعمراني كبناء السدود للاستفادة من المياه التي تتجمع في الاودية عن طريق السيول في موسم الامطار ومن ابرز هذه السدود (سد مأرب).وكان لنظام القبيلةالتي يرأسها الزعيم او الشيخ اثرا كبيرا جدا في حماية هذه الطرق التجارية من كافة الاقطار التي تهددها.وكانت لهذه الطرق اثرا كبيرا كذلك في حماية التراث الديني والمعبودات التي كانت تعبدها والتي وفدت اليهم من بلاد الرافدين من خلال الاتصال بهذه الطرق بين عرب الشمال وعرب الجنوب وكذلك من الحضارات التي كانت سائدة في مصر وبلاد الرافدين والشام واليمن وغيرها..بالاضافة الى انتقال الكتابة وخط المسند والخط الارامي النبطي والتدمري والبهلوي وغيرها.وقد اقيمت على امتداد هذه الطرق مراكز للثقافة ومنتديات للشعر مثل اسواق عكاظ و دومة الجندل وهجر وعمان ومشقَّر وعدن وصنعاء والشِّحر و دارة جلجل وغيرها.وكان لهذه الاسواق دور كبير في ازدهار التجارة وخاصة تجارة البخور التي كانت لها اهمية قصوى في المناسبات والطقوس الدينية، وكذلك تجارة الحرير والاحجار الكريمة والقار الذي يستعمل في دفن الموتى.