أثر اختلاف القراءاتفي معجم ألفاظ القرآن

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد الأمين وعلى آله الأخيار المنتجبين, وبعد:
لا شك في أن القرآن الكريم كتاب معجز وأنه أعلى كلام, لايمكن مجاراته أو مداناته, فهو ليس كلاما بشريا, بدليل أن الخلق أولهم وآخرهم لو اجتمعوا على أن يأتوا بمثله لما قدروا ولا قاربوا, فهو ليس معجزاً في أسلوبه اللفظي فحسب, بل في جهاته المعنوية أيضاً ؛ وبراعة اسلوبه, وانسجام تأليفه, وصياغة عباراته, ورسم صوره, وهو أمر دفع إلى ظهور دراسات كثيرة عنيت بدراسة القرآن الكريم وعلومه, وكان الاهتمام بالقراءات القرآنية جانباً من الجوانب التي أثارت العلماء، ودفعت بعضهم لجمعها ودراستها، فنشأ ما أطلق عليه (علم القراءات, الذي تناول بالدرس جوانب مهمة من القرآن الكريم منها: عدد القراءات,
وأنواعها، وأهميتها العلمية، ومنها اختلاف القراءات, وهو موضوع بالغ الأهمية, فمن جانب يتعلق بقضية حفظ القرآن الكريم من التحريف , ومن جانب آخر بأثر ذلك على معاني الآيات المباركات, نحاول بعونه تعالى في هذا البحث الموسوم( أثر اختلاف القراءات في معجم ألفاظ القرآن) , التعرف على أسباب اختلاف القراءات وعلاقة ذلك بقضية حفظ القرآن الكريم على الصورة التي نزل بها من الباري عز وجل, والحكمة من اختلاف القراءات ثم الأثر الذي تركته على معاني الألفاظ , ومن المعلوم أن القراءات قد اختلفت من جوانب متعددة ولكنا هنا تناولنا بالدرس شكلا واحدا من أشكال الاختلاف, وهو اختلاف القراءات في رسم بعض الألفاظ في القرآن, والتي تأخذ مظاهر مختلفة منها: اختلاف هيئة الكلمة دون مادتها, مثل لفظة( باعد) واختلافها بين صيغة الماضي والأمر, أو الجمع والإفراد في كلمة( أمانتهم), أو اختلاف مادة الكلمة وبقاء هيئتها, كما في كلمة( ننشرها) بين الراء والزاي, أو الاختلاف بالزيادة والنقيصة ككلمة( مالك) و(ملك) و(يخادعون) و(يخدعون).
واعتمدنا في ذلك على كتب القراءات السبع لشهرتها واعتمادها من قبل الدارسين في هذا المجال, فبدأنا أولا بتعريف القراءات لغة واصطلاحا ثم تتبعنا تاريخ نشوء القراءات القرآنية بإيجاز وسبب اختلاف القراءات , والأثر البلاغي الذي تركه اختلافها في معاني الألفاظ, وطبقنا ذلك من خلال انتخاب عددٍ من الألفاظ من السور القرآنية الكريمة لعدم إمكانية حصرها جميعا؛ لكثرتها, ثم أثبتنا حجة أصحاب القراءات المختلفة فيما اختلفوا فيه , مستندين إلى كتب التفسير,ثم الحديث عن الأثر البلاغي لاختلاف القراءات, وكان ترتيب الألفاظ على حروف المعجم,ثم أثبتنا أهم النتائج التي توصل إليها البحث, اتبعناها بالمصادر والمراجع.