بدر شاكر السياب ناقداً

Abstract

الخلاصة :
ينطلق البحث من فرضية مفادها أنّ الشاعر يحمل بين جنبيه روح ناقد بشكل أو بآخر وأنه قادر على توجيه النقد الرصين لأعمال غيره من الأدباء وفاقاً لوعيه وثقافته ، فهو على معرفة بالكيفية التي يكتب بها الشاعر شعره أكثر من النقاد لأنّ ما يكتبه من شعره يحمل بذور نقده بين جنبيه من خلال تنقيحه وإعادة النظر فيه وإنتاجه بالدرجة الأساس.
والسياب واحد من بين الشعراء الذين خلد ذكرهم بأثره الواضح في صناعة الحداثة الشعرية العربية ، ومن الطبيعي والحال هذه أن يكون ممتلكاً لناصية النقد والطاقة النقدية المتمكنة من فرض روح الآراء الصائبة في مختلف أجزاء النص الشعري . وأكثر من ذلك فإنّ السياب لم ينغلق عند حدود الخلق الشعري ومحاورة القصائد بالنقد داخلياً بغية الوصول إلى حالة شعرية مثلى ، إنّما امتد يراعه لنقد أشعار غيره وتقويمها ويتضح ذلك في مجموع آراء كتبها حول موسيقى الشعر ولغته وأفكاره أيضاً وهي أمور جعلت البحث يستنتج جملة أمور أهمها :
1.إنّ السياب جال في آرائه بين أمور الشعر جميعها (موسيقاه ، لغته ، موضوعه).
2.إنّه وقف ضد التقليد ودعا إلى إعادة النظر بالشعر من زاوية الإبداع والاكتشاف لا على مثال سابق .
3.إنّ بعض آرائه تصدر عن نرجسية واعتزاز بالنفس كبيرين.
4.إنّه لم يكن يكتب نقوده من أجل تأسيس نظرية نقدية أو وجهة نظر متكاملة الأبعاد ، بقدر ما هي ردود فعل لم يستطع الإبقاء عليها سراً فبثها هنا وهناك .
إنّ المفاهيم النقدية التي اجتاز عليها السياب لم تكن لتفترق كثيراً عن آراء نقاد عصره سوى أنّه كان ضنيناً بالكلمات فاكتفى بالنزر اليسير منها ، وهو الأمر الذي جعل نقوده بعض مقالات لم تصل شأو الكتاب كما فعلت نازك الملائكة وغيرها من الشعراء .