واقع حقوق الإنسان العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي

Abstract

ترتبط قضية حقوق الإنسان بشكلٍ مباشرٍ بقضية وجوده ذاتيا ونقطة الارتكاز فيها هي الإنسان بحكم إنسانيته وبصرف النظر عن شكله أو لونه أو جنسه أو مهنته أو مذهبه له حقوق معينة ومحددة على جميع الناس والمجتمعات والحكومات أن ترعاها وتحافظ عليها .
وان البعد الأهم فيها ليس الاعتراف بها فقط وإنما توفير الضمانات القانونية والأخلاقية وإعلاء شانها ، لذلك أصبح الجهد القانوني الدولي عبر الكثير من المواثيق والإعلانات والتوصيات والاتفاقيات الدولية الشارعة ذات طبيعة عالمية ملزمة وواحدة لا تقبل التجزئة .
وبعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية والقوات المتحالفة معها بغزو العراق وإسقاط حكم صدام حسين ، أصبحت أوضاع حقوق الإنسان في البلاد متردية، وقد أسفر نشر القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق والمواجهة المسلحة معها عن سقوط آلاف القتلى في صفوف المدنيين وانتهاكات واسعة النطاق في ظل النزاع المتواصل ، إذ يعيش العراق ظروفا أمنية وسياسية واقتصادية صعبة وقاسية بسبب ما ترتكبه قوات الاحتلال الأمريكي والأجهزة الحكومية من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وتفشي الفوضى والفساد في الأجهزة الإدارية ، بالإضافة إلى تدخلات دول إقليمية بحيث أصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات الدولية والصراعات الطائفية ، ولعل ظاهرة التهجير القسري التي تعاني منها شرائح مختلفة من المجتمع العراقي ، بخاصة الطوائف والأقليات الدينية والقومية والمذهبية واحدة من النتائج الخطيرة التي أفرزها الواقع العراقي .
ومنذ دخول الاحتلال الأمريكي للعراق ازداد الوضع الأمني سوءآ وفوضى يوماً بعد أخر حتى فقد المواطن العراقي حقه في حياة أمنة . لذا ومن اجل تحسين واقع حقوق الإنسان العراقي فيجب على قوات الاحتلال والحكومة العراقية إتباع قواعد أساسية ومناهج جديدة في تعاملها مع الشعب العراقي من اجل وضع الحلول للانتهاكات التي ترتكب وهذا ما سوف نعالجه في هذا البحث عبر المباحث الآتية :-
المبحث الأول:- ويتناول الاحتلال وماهية حقوق الإنسان
المبحث الثاني:- ويتضمن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق
المبحث الثالث:- يعني آليات تطوير حقوق الإنسان في العراق