دور توحيد قوانين الأحوال الشخصية في تحقيق الوحدة الإسلامية

Abstract

الحمد لله الذي جعل من وحدة الخضوع للشريعة الإسلامية بمصادرها وما تتضمنه من أحكام ، ما يمكن أن يعد العامل الأساس والفاعل لتحقيق وحدة هذه الأمة في كل مجال يسعى فيه أصحابه لتحقيقها من خلاله ومن ضمنه بل من أهمه هو ما يتعلق بإحدى أهم كيانات هذه الأمة وأساسها إلا وهي الأسرة المسلمة وما ينظم حياتها من أحكام تتضمنها هذه الشريعة بصورتها المقننة متمثلة بقوانين الأحوال الشخصية التي يقوم أساسها على فقه هذه الشريعة بمذاهبه المختلفة وما اخترنا أن يكون مضمونه وهدفه عنوانا لبحثنا الذي نسعى أن يكون هدفه سبيلا لتحقيق وحدة المسلمين ولو من هذه الناحية المهمة المتعلقة بالأسرة المسلمة وأملنا كبير أن شاء الله فيما نستند إليه من عامل إلا وهو وحدة الخضوع للشريعة الإسلامية بين الدول الإسلامية في نطاق قوانين الأحوال الشخصية وإيمانا منا بما يمكن أن تلعبه مسالة توحيد قوانين الأحوال الشخصية من دور بارز في تحقيق الوحدة الإسلامية لا على نطاق المنطقة العربية بل الإسلامية وان اخترنا أن نعطي من اغلب تشريعات هذه المنطقة النموذج على ذلك بوصفها جزء من هذه الأمة لنصل منه إلى الوحدة الأكبر إلا وهي وحدة الأمة الإسلامية من هذه الناحية خاصة انها وبما تعتمده من مصادر لقوانينها المتعلقة بالأحوال الشخصية لايمكن أن تخرج في الغالب عن اعتماد مصادر هذه الشريعة فكان هذا من ناحية مع توافر البوادر المساعدة على تحقيق هذه الوحدة والمتمثلة بالاتجاه نحو عدم التقيد بمذهب معين إنما الاقتباس من بقية المذاهب الأخرى لخدمة مصالح الأسرة المسلمة وبما يراعي قدر الإمكان تقاليد هذه الأمة ووحدة أهلها في الخضوع للشريعة الإسلامية وهو ما استخلصناه من الاطلاع على نصوص هذه التشريعات فضلا عن المشاريع الوحدوية التي طرحت في المنطقة العربية في هذا المجال من الناحية الأخرى العامل الأساس لاختيار البحث في هذا الموضوع وتحت عنوان (دور توحيد قوانين الأحوال الشخصية في تحقيق الوحدة الإسلامية)