حق الطفل في ضوء الاتفاقية الدولية لعام 1989

Abstract

لقد كرّم الله الإنسان فوهبه العقل والقدرة على الإبداع، فقال تعالى ( ولقد كرّمنا بني ادم وحملنهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلنهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ))(1) وتأكيداً لهذا التفضيل فان الباري عز وجل استخلف الإنسان في الأرض ، قال تعالى (( وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة )) (2)، فميّزه عن سائر المخلوقات. وهذا الإنسان الذي كرمه الخالق جلت قدرته له حقوق نابعة من طبيعته البشرية ملازمة له بوصفه انساناً وهي غير قابلة للتصرف ولصيقة به نصت عليها الشرائع السماوية والتشريعات الوضعية. وتعد الطفولة مرحلة مهمة وحساسة في حياة أي إنسان، حيث يولد الطفل ضعيفا وعاجزاً عن ممارسة شؤونه الخاصة ويصبح بحاجة الى رعاية وعناية خاصة، الامر الذي يقتضي معرفة ما لهذه الفئة من بني البشر من حقوق خاصة وضمانات حمايتها من أي انتهاك قد تتعرض له بمرور الزمن. وجدير بالذكر، ان حقوق الأطفال وحمايتها قد نالت صور متفاوتة من الاهتمام والرعاية في ظل الحضارات القديمة حيث لم يعد الأطفال ذوو قيمة إنسانية كاملة وكرامة أصيلة، وقد وصل الأمر الى حد وأدهم بسبب صعوبات العيش وقسوة الحياة التي تتطلب الإبقاء على الرجال فقط كونهم الأقدر على مجابهة ظروف الحياة الصعبة ولم يبدأ الاهتمام بالأطفال كفئة اجتماعية مستقلة الا منذ بداية القرن الثامن عشر وبهدف القاء الضوء على مراحل تطور حقوق الاطفال وحمايتها لدى الامم والحضارات القديمة والشرائع والأديان السماوية ، ينبغي اولا ان نحدد المقصود بالطفل. . واذا ما انتهينا من ذلك نخوض في مراحل تطور حقوق الطفل وحمايتها لدى الامم والحضارات القديمة، ثم نلج حقوق الطفل في الإسلام وما أولاها من عناية بالغة الاهمية باعتباره كائن اعزل أولى بالرعاية لا حول له ولا قوة، ثم نبحث في حقوق الطفل التي أقرتها الاتفاقية الدولية لعام 1989، مع إطلالة بسيطة على حقوق الطفل في بعض الاتفاقيات الدولية والإقليمية الاخرى