العراق والجوار العربي حسابات التوازن، وخصوصية التفاعل، شروط الاندماج

Abstract

خاتمة: كما ذكرنا سابقاً, العراق المحتل يحتاج الى استراتيجية عربية متفق عليها والاهم من ذلك ضرورة وضع الاسس والخطوط العريضة أن يتفق العرب على آليات لتنفيذها والجامعة العربية مؤهلة للاخذ بزمام المبادرة في هذا الصدد ليس بالدعوة الى اجتماع وزاري او حتى مؤتمر قمة يسفر عن بيان يحمل عموميات وأنما بوضع تصورات واقعية وعملية لما ينبغي عمله. فلا بد من وضع تصورات واقعية وعملية لما ينبغي عمله والشروع فوراً في تنفيذه بعد توفير الوسائل والامكانيات اللازمة حتى لا تتحول المرونة العربية في التعامل مع الحكومة العراقية الى مجرد مصدر لاضفاء شرعية عربية عليه, لكن حتى تنجح مثل هذه الخطوات بل ولكي تتم أصلاً لابد من وضع اسس ومعايير واضحة للتعامل مع الوضع القائم خاصة ما يتعلق بطبيعة وشكل العلاقة مع قوة الاحتلال الموجودة بالفعل في الاراضي العراقية وأن يتم الكشف علناً عن أي اخلال بتلك المعايير والاجراءات التنفيذية لها سواء من قبل فرد أو جهة او حتى دولة كي يتحمل كل طرف مسؤولياته دون مواربة أو التفاف. هناك التزامات يجب الوفاء بها عربياً لكن مطلوب قبل كل ذلك أن يجتمع العرب على حد أدنى من التوافق والتنسيق ليس فقط حول طبيعة وشكل العراق المطلوب وفقاً لمقتضيات المصلحة العربية بل–قبل ذلك–على الخطوط العريضة والملامح الاساسية لتلك المصلحة ذاتها. لو تحققت عناصر السلام المشار اليها, فيمكن بعد ذلك الحديث حول مقاربة واقعية وخلاقة وجريئة بين النموذجين العراقي والياباني من حيث أمكانية تطبيق النموذج الاخير للتطور السياسي والاقتصادي الذي اعقب الحرب العالمية الثانية. وأن كانت هناك خلاصة يجب طرحها في هذا السجال, فهي رفض العقل العربي قبول الاستفادة من تجربة الاخرين وتنميط السلوك الدولي على نحو مقلوب واحد, بالاضافة الى حالة اليأس التي تدب في نفوس الشعوب قبل الحكومات, مما يسبب الشك والريبة من أي جهد يحمل تغييراً حقيقياً. فالتغيير عند الدول العربية–خاصة الخليجية–مقترن دائماً بالاسوأ, مما يجعل عملية الاصلاح (التي تحمل في ذاتها تغييراً) مطلباً مرفوضاً وان تعالت الاصوات به ورفعت الشعارات من أجله. ختاماً, يمكننا الاشادة بثمة قول مأثور يقول ((تتماسكون معاً أو تنشقون منفصلين)) ونظم الحكم العربية ليست متماسكة معاً, سلبياتها ورضاها الذاتي اللذان طال أمدهما يسمحان لغير العرب بأن يشكلوا المستقبل العربي.