ا

Abstract

الخاتمة:
على ضوء استعراض ما وثقته محاضر مجلس النواب من آراء ابداها اعضاؤه بشأن العدوان البريطاني على اليمن يمكن استخلاص الحقائق الآتية:
اولاً: كان الرأي العام العراقي مدركاً عدم توافق طموحاته الوطنية والعربية مع توجهات الحكومات العراقية المتعاقبة ، التي استمرت في سياسة الموالاة مع دول الغرب (بريطانيا ، فرنسا،الولايات المتحدة الامريكية ) الى حد كبير ، وقد القى نوابه باللوم على الاوساط الرسمية بسبب ترددها في اتباع سياسة اكثر وثوقاً مع البلدان العربية ومنها اليمن – موضوع الدراسة – مطالبين بتحرك الحكومة العراقية منفردة او عبر التنسيق مع الدول العربية في اطار الجامعة العربية لممارسة الضغط على الحكومات الغربية لوقف اعتداءاتها المستمرة ضد الشعب العربي ، وبخاصة بريطانيا العضو في ميثاق بغداد الذي يضم العراق ايضاً ، التي راحت تشن عدوانا سافرا على الأراضي اليمنية ، واتخاذ موقف عربي موحد يدفع بريطانيا الى الكف عن تلك التجاوزات .

ثانياً: برزت من خلال الجلسات البرلمانية لمجلس النواب دعوات اعضائه الذين يعبرون عما يدور في الشارع العراقي من مشاعر وطنية رجال الحكومة العراقية اهمية تقوية علاقات العراق الرسمية والشعبية مع اليمن في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ، التي تكاد تكون منعزلة عن المحيط العربي ، مما يتطلب توفير مستلزمات العون والمناصرة لها حتى تتمكن من مواجهة العدوان البريطاني على اراضيها، لاسيما وان الجامعة العربية لاتزال غير قادرة على اداء واجباتها المعروفة على الشكل المطلوب.

ثالثاً: اتضح من مجريات البحث استقطاب اوساط الرأي العام العراقي هموم العرب الذين كانوا يكافحون من أجل صون استقلال اوطانهم ، وهي الحقائق التي عبر عنها النواب في اثناء مناقشاتهم للقضايا العربية ، فعلى الرغم من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي كان يعاني منها العراقيون جراء تدخل الحكومة البريطانية بشؤون بلادهم الداخلية ، لكن ذلك لم يحل دون ايلائهم العدوان البريطاني على اليمن الاهتمام الذي يستحقه ، وشغلت الآراء التي قدمها الأعضاء والاصوات التي تعالت داخل اروقة مجلس النواب ، حيزاً في تلك الجلسات البرلمانية التي اغنيت في تعليقات الاعضاء واجوبة رجال الحكومة العراقية عليها.
رابعاً: برزت حقيقة من طيات البحث تجلت في متابعة العراقيين التطورات والاحداث السياسية التي كانت تمر بها الامة العربية ، وجاءت طروحات اعضاء مجلس النواب ودعواتهم الساسة العراقيين في توفير الدعم اللازم للشعب اليماني في مقاومته للعدوان البريطاني على بلاده ، دليلاً على ذلك الاهتمام ، على الرغم مما كانت تعرف به اليمن من عزلة سياسية على الصعيدين العربي والرسمي ، وافتقادها الى علاقات تجارية وسياسية مع البلدان العربية والاسلامية ، ويبدو ان حرص العراقيين ومطالبتهم الحكومة العراقية والدول العربية قد آتت ثمارها في اتخاذ الجامعة العربية قرارات سياسية كانت تأثيراتها ايجابية في وقف ذلك العدوان ومساندة اليمن في استكمال مستلزمات سيادته الوطنية .