اوروبا وحروب المستقبل في ضوء التقنيات الحديثة

Abstract

الخاتمة
أن الإبداعات والاكتشافات العلمية المتواصلة تكاد أن تنفجر بين لحظة وأخرى، وهذا ما يجعل العالم في دورة سريعة، لغرض امتلاك ناصية العلم والمعرفة، بما يؤهل مجتمعات المعرفة على المواصلة مع الآخرين. والحروب، وهي أبشع مظاهر الحياة الإنسانية ستكون مستقبلاً بين المجتمعات المختلفة حروباً بين العقول، بين من يعرف ويمتلك العلم ويبدع في التعامل معه، وبين من يضع بينه وبين العلم ألف حجاب وحجاب. لذلك فأن دول الاتحاد الأوربي، ضمن المنظور من الزمن القادم، ستكون قادرة على التواصل مع العالم، نظراً لما تمتلكه من علماء ومبدعين توفر لهم مجتمعاتهم كل المستلزمات التي تمكنهم من الإبداع. وعليه فأن دول الاتحاد الأوربي، وتحت أي ظرف طارئ، تمتلك ما يؤهلها من القدرات والإمكانات في أن تكون ضمن الصفوف الأولى للمجتمعات الإنسانية، بحربٍ أم بدونها لسببين: أولهما: لأن هذه المجتمعات وعت قيمة العلم والمعرفة والوعي، حينما تستخدمها لحماية مجتمعاتها، وثانيهما: لأنها وعت، فأنها نهجت من خلال التعلم والتدريب والتطوير أن تحشد لمجتمعها أكفأ وأفضل العقول التي تمتلكها بما يؤهلها للتواصل مع الحياة الإنسانية بشكل إبداعي دائم.
أن المعرفة ليس لها حدود، وهي كحال الأوطان ليست شقق لساكنيها، فضلاً عن ذلك فأن الموقف الإنساني يتميز بتفاعل وتصارع الإرادات، وبالقوة بأشكالها المختلفة. كما أن أحلام وآمال الشعوب والأمم لا تستنسخ، بل تعبر عن نفسها بحقائق فعل ملموس على الأرض، على الرغم من مصادرنا المعرفية والعلمية قد تختلط وتتباين، وقد تلتقي أو تتقاطع، لكنها في الأخير مع رفة، تطوع نفسها لمن يحسن استخدامها في الزمان والمكان المناسبين.