تركيا وتطورات القضية الفلسطينية

Abstract

الخاتمــة والاستنتاجات:
إن من أسباب النزعة الأمنية الإسرائيلية تكمن في إدراكها العميق لحجم الجريمة التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني, واستيعابها حجم الكراهية العربية التي ولدت نتيجة تلك الجرائم, مما حتم عليها بناء دولة إسرائيل على أساس القوة والتسلح واليقظة الدائمة. فالأمن الذي تنشده إسرائيل يتطلب أستقلالاً اقتصاديا إضافة إلى تطوير الأبحاث والمهارات العلمية.
لذلك عملت إسرائيل على أن تحتل قضية الأمن وضعاً مركزياً في سياستها الخارجية, وقد ثبت ذلك من خلال حجم الأنفاق العسكري الذي بلغت نسبته (6ر8%) من الناتج المحلي الإجمالي في العام 1994, وارتفعت إلى (5ر9%) في العام 2004, على الرغم من بدء عملية التسوية السلمية في الشرق الأوسط وتوقيع إسرائيل معاهدات سلام مع عدد من الدول العربية, إلا أن القيادات السياسية الإسرائيلية لم تتحول كثيراً عن تلك الأيديولوجية, إذ ظلت قضية الأمن هي القضية المركزية, بل يمكن القول أن المبرر الأساسي لنشأة الدولة الإسرائيلية هو تحقيق الأمن والأمان لليهود.
كما تأكد بأن أعتماد القيادات السياسية الإسرائيلية على كافة الموارد الاقتصادية وتسخيرها من أجل تعزيز أمنها, وجرى التأكيد على أهمها هو (الهجرة والاستيطان), لأن التهديدات الخارجية التي تهدد كيانهم هي مسألة مسلّم بها, وإن المنهج الأمثل لمواجهة تلك التهديدات يتمثل في امتلاك القدرات العسكرية التي تضمن للدولة مواجهة تلك التهديدات, وقد أكدت إسرائيل ذلك عند صياغتها لإستراتيجيتها الأمنية الجديدة بإدراك دقيق لمتغيرات البيئة الأمنية ومتطلبات مستقبلها.