العلاقات الامريكية - التركية في الميزان الاستراتيجي الدولي

Abstract

الخاتمة تمتاز العلاقات الامريكية – التركية، بكونها علاقات استراتيجية وتمتد في جذورها الى ما قبل قيام الدولة التركية الحديثة، عندما عقدت الولايات المتحدة العديد من الاتفاقيات مع الدولة العثمانية. كما ان تلك العلاقات بنيت ضمن اطر استراتيجية وخاصة من جانب الولايات المتحدة، التي قدمت الدعم المالي والعسكري لتركيا، ابان الحرب العالمية الثانية، ادراكا منها للحاجة الى دور تركي يدعم طموحاتها في بيئة اقليمية حساسة، تستطيع تركيا التعامل معها بافضل من التعامل الأمريكي. بينما اعتقدت تركيا ان الانضواء في تحالفات الى جانب الولايات المتحدة يمكن ان يقدم لها ارجحية تعينها في مساعيها للانضمام الى الاتحاد الاوربي، كما انضمت الى حلف شمال الاطلسي. ورغم تنوع واتساع مجالات التعامل بين البلدين فان دور تلك العلاقات في الميزان الاستراتيجي يبقى مرجحا، ويدفع باتجاه مزيد من التعاون المستقبلي. وبينما تخطط الولايات المتحدة لدور تركي واسع وشراكة على مستويات متقدمة، فان الجانب التركي، الذي اعتمد سياسات واستراتيجيات مختلفة في العقد الاول من هذا القرن، يطمح الى ان يرتقي بدوره الاقليمي اكثر، مستفيدا من الدعم الامريكي. حيث تلتقي الطموحات الامريكية- مع الطموحات التركية، في منطقة كثيرة الحساسية وتتشابك فيها المشكلات والمصالح.

Keywords

يصف الكثيرون من الباحثين والمحللين العلاقات الأمريكية التركية بالتحالف الاستراتيجي المبني على أسس راسخة بفعل تشعب المصالح وثباتها، ويرى اخرون ان هذا التحالف قلق لا يتميز بالثبات والاستقرار بفعل حالات الصعود والهبوط التي مر بها في حقب مختلفة، وان الولايات المتحدة الأمريكية تنظر الى تركيا في إطار توازناتها الدولية وإستراتيجية الهيمنة. وبالمقابل فان تركيا إلى الولايات المتحدة تنظر الى الولايات المتحدة باكثر من عين، فهي ترى فيها حليفا لا يجب التفريط بصداقته، وان ذلك التحالف وسيلة للوثوب إلى دور إقليمي اكبر واعتراف بارجحية الدور التركي فيما تسميه الولايات المتحدة بالشرق الأوسط. وتدخل تداعيات العلاقات التاريخية بتأثيراتها او امتداداتها عاملا مكملا لما تتسم به العلاقات بين الجانبين في المرحلة الراهنة. في هذه الدراسة محاولة للتعرف على محددات تلك العلاقة استراتيجيا، ومكانة تركيا في الإستراتيجية العالمية للولايات المتحدة، ومراجعة لبدايات الاهتمام الامريكي الجدي بدور تركيا في تفاعلات نظامها الامني العالمي، وبالمقابل التعرف على مساعي تركيا للإفادة من تلك العلاقة إقليميا ودوليا. وعن مكامن الاستقرار في تلك العلاقة ومكامن الاضطراب فيها.