استقلال جنوب السودان واثره على حصص مصر والسودان من مياه نهر النيل

Abstract

الخاتمةمع ولادة القرن الجديدة تصاعدت بشائر الأزمات المائية التي تعاني منها الكثير من دول العالم وخاصة في أفريقيا واسيا، اذ ضربت الكثير من بلدانها أزمات الجفاف والمجاعات وغيرها، خاصة لتأثير التغير المناخي على دورات المياه الطبيعية، مما أدى لتعرض بلدان عدة في العالم لمشكلات متناقضة تؤثر على استقرار أمنها المائي فهي تقع بين دورتي فيضانات مدمرة وجفاف، مما يقودها للدخول في أزمات المجاعة مع ما تصاحبها من اثار مدمرة على المجتمعات، وهذا ما تكرار خلال حقب منصرمة في أفريقيا ومنها دول حوض النيل التي عرفت تعاقب هاتين الأزمتين. ومن هذا الباب سعت دول الحوض إلى إيجاد اتفاق جديد لحوض النيل يكون حسب رؤيتها ، أكثر عدالة وإنصافا لحقوقها باعتبارها دول المنبع لنهر النيل موضع الصراع، إلا إن مصر وبالاتفاق مع السودان رفضت أي اتفاق جديد لا يحفظ حقوقها المائية التي لا يمكنها خفضها مع تصاعد حاجتها المائية بتزايد نموها السكاني ، وفي خضم هذا الصراع الذي دفع دول المنبع إلى توقيع اتفاق في أيار 2010 في عنتيبي بدون موافقة مصر والسودان . جاء استقلال جنوب السودان ليزيد من احتمالات زيادة المطالبين بخفض حصص مصر والسودان وهذا الاحتمال قائم خاصة أن دولة الجنوب ذات انتماء لجوارها ، مع وجود أطراف خارجية تؤجج هذه المطالب وتحديداً إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة، ومع معاناة دولة الجنوب من الفقر والتأخر في بناها التحتية فقد تلجأ لسيناريو العمل على بيع المياه لدولتي الممر والمصب مما سيهدد بالتأكيد الحصص المائية لهما ويؤثر سلباً على خططهما التنموية التي تعوقها مثل هذه المشاريع.

Keywords

المقدمة السودان دولة من الدول العربية الأفريقية التي عرفت منذ استقلالها مشكلات حقيقة هددت وحدتها الوطنية، إذ لا يخفى على أي متابع ان السودان عانى في اغلب سنوات ما بعد الاستقلال من حرب أهلية دارت بين المعارضين في الجنوب وبين الحكومة المركزية في الخرطوم، وتراوحت أهداف الجنوبيين بين الحق في الإدارة الذاتية لإقليمهم، والتي استطاعوا تحقيقها منذ عام 1971 مع توقيع اتفاقية أديس أبابا بين الحكومة السودانية وحركة التمرد الجنوبية آنذاك المعروفة بالانيانيا، وحتى 1983 مع إعلان حكومة النميري تطبيق الشريعة الإسلامية، وعودتهم للعمل المسلح، وبين المطالبة بحقهم في تقرير المصير التي رفع شعارها في السنوات الأولى لاندلاع التمرد في الجنوب إلا إن هذه المطالب تصاعدت في السنوات الأخيرة للصراع، وأدت هذه الحرب بالنتيجة إلى استقلال الجنوب وإقامة دولته، التي عدت الدولة ال53 في القارة الأفريقية. وتهتم هذه الدراسة ببحث استقلال دولة الجنوب وأثرها على الحصص المائية لمصر والسودان، خاصة إن احد مصادر نهر النيل، واحد رافديه الرئيسيين يقع في دولة الجنوب .