مواقف الدول الكبرى من عملية توسيع حلف شمال الاطلسي شرقاً

Abstract

الخاتمة.
في حقيقة الأمر، ومن خلال قراءة المواقف والتصريحات ورصد البيانات الصادرة عن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، والجدل الدائر حول قضية التوسيع، ويبدو واضحاً أن هذه الفكرة هي فكرة أمريكية وظهرت في وقت كان الأنقسام يسود معظم الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف حول قضية التوسيع.
حيث رأت لندن إن أي تقارب ألماني – فرنسي في مسألة الأمن والدفاع يجري غلى حسابها وأستبعاداً للمظلة الأمنية والعسكرية، بالتالي فمن الممكن أن يقوم بدوره بتهميش حلف شمال الأطلسي الذي تعتبه بريطانيا الأطار العسكري الأمني الوحيد الذي يمكن أن يعول عليه في حالة الأزمات التي تهدد العالم الغربي الرأسمالي، وحتى خارج النطاق الجغرافي له، حيث يشير الكاتب الفرنسي " بيير بيارنيه" أن كل ما تسعى أليه السياسة البريطانية، وبخاصة في إطار الأتحاد الأوروبي، وألا يكون هناك دفاع اوروبي إذا كان لايطابق متطلبات مبادئ توجهات وأستراتيجيات حلف شمال الأطلسي.
في حين نجد أن الدول الأوروبية الأخرى، وبالنظر لأسباب كانت تتعلق بوضعها العسكري السياسي، وأيضاً بسبب ما عانته هذه الدول من توازن القوى على مدى العقود الماضية، فقد وجدت من حلف شمال الأطلسي الجدار الذي تحتمي فيه لذلك رميت في أحضانه، وهناك دول أضحت أكثر تمسكاً بعضوية الحلف أكثر من عضويتهم في الأتحاد الأوروبي مثل هولندا، الدنمارك وأسبانيا، من جانب أخر يبدو أن بقية الدول الأوروبية الأخرى، مثل أيطالياوالبرتغال تقف في نفس الموقف مع الدول الأوروبية الأخرى من عملية توسيع الحلف وتلتزم بروابط قوية في العلاقة بين ضفتي الأطلسي، وترى هذه الدول ( الأوروبية) إن أستمرار الحلف من الممكن أن يعزز من أمكانية تحقيق الأمن الأوروبي، ونجد بأنتماء التشيك وهنغاريا وبولونيا تحول الحلف إلى منظمة مفتوحة قابل للتوسيع أكثر وهذا ما يثير المخاوف الروسية.
لذلك نلاحظ أن اعتراض روسيا الأتحادية على عملية التوسيع شرقاً ما هو إلا شعور بالخطر الذي من الممكن أن يهدد أمنها القومي، بالتالي فقد بنيت جدران من عدم الثقة بين كل من روسيا الأتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، حيث ينصب جزء كبير من الخلافات الأمريكية – الروسية على توسيع الحلف وضم كل من أوكرانيا ودول البلطيق وهذا ما ترفضه روسيا الأتحادية وتعتبر ذلك خطاً أحمر سوف يمس الأمن القومي الروسي، في الوقت الذي لاتوجد فيه خطط للحلف لضم اي من هذه الدول، ألا أن حلف الناتو أو الولايات المتحدة الأمريكية ترفض أن تقر بهذا الأمر حتى لايبدو أن الحلف خضع لروسيا، وحتى يستطيع الحلف أن يوظف هذه المسألة مستقبلاً إذا دعت الحاجة لذلك.
وفي كل الأحول فأن الولايات المتحدة الأمريكية قد أكدت قدرتها على قيادة التطورات التي طرأت على حلف شمال الأطلسي وعلى النحو الذي تريد، حتى أنها أي (الولايات المتحدة الأمريكية) مستمرة بعملية التوسيع دون التوقف أمام أعتراضات روسيا الأتحادية على هذه العملية، كما أنها رفضت أن يكون هناك " فيتو " روسي على عملية توسيع حلف الناتو، وهذا الأمر يدلل على أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أحتفظت لنفسها ولدول الحلف بأتخاذ قرار توسيع حلف شمال الأطلسي متى قررت ذلك.