قبيلة مغراوة وأثرها في الحياة السياسية في المغرب الأقصى

Abstract

ظهر المغراويين على مسرح الأحداث السياسية في المغرب الأقصى في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري وبالتحديد سنة 361هـ عندما اضطروا إلى ترك موطنهم الأصلي المغرب الأوسط بسبب ظهور قوة العبيديين في أفريقيه سنة 298هـ. ومنذ دخولهم البلاد المذكورة أسهموا بدور فاعل في الحياة السياسية المغربية واستطاعوا أن يقيموا لأنفسهم إمارة في مدينة فاس سنة 378هـ بقيادة زعيمهم زيري بن عطية عُدَتْ هذه الأمارة فيما بعد الوريث الشرعي لحكم الأدارسة في المغرب الأقصى. نشأت هذه الأمارة بين كماشتي الدولة الأموية في الأندلس والدولة العبيدية في أفريقيه إلا أنها استطاعت الصمود لمدة قرن من الزمان تحت ضغط الدولتين المذكورتين بعد أن أعلنت ولائها للدولة الأموية في الأندلس من أجل إيقاف الزحف العبيدي نحو المغرب الأقصى وعلى الرغم من سقوط الدولة الأموية في الأندلس سنة 399هـ فأن هذه الأمارة استمرت بالوجود حتى سقوطها على يد المرابطين سنة 462هـ. ونتيجة لقلة الدراسات التاريخية التي اهتمت بتاريخ المغرب الأقصى في عهد الطوائف وبالأخص دور مغراوة في البلاد المذكورة، والتجاهل والغموض من قبل المؤرخين القدامى لهذه الحقبة التأريخية، وضعنا أمام تساؤلات عدة. من هم المغراويين؟ وكيف دخلوا المغرب الأقصى؟ وما هي الظروف التي ساعدتهم على أقامة أمارتهم في فاس؟ وما علاقتهم بالدول الأخرى؟ لذلك اختير هذا الموضوع من قبل الباحث للإجابة على كل هذه التساؤلات. اقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى محاور عدة تناولت وبالتسلسل أصل مغراوة وكيفية انتقالها إلى المغرب الأقصى والظروف التي ساعدتها على أقامة إمارتها في البلاد المذكورة فضلاً عن علاقتها بالدول الأخرى، كذلك تطرق البحث إلى الجانب الحضاري وما شهدته مدينة فاس من أعمال عمرانية في عهد المغراويين.واجهت البحث صعوبات غير قليلة تمثلت بقلة المصادر التاريخية التي تناولت دراسة تاريخ المغرب الأقصى خلال هذه المدة إضافة إلى تناثر المعلومات التاريخية التي قدمها المؤرخون، والتكرار في كثير من الحوادث الأمر الذي تطلب من الباحث تذليل هذه المشاكل من خلال الصبر والتأني واستقراء النصوص وتحليلها، وأخيراً لا يتحرج الباحث في القول ان الذي يبحث في تاريخ المغرب والأندلس كفنان النحت الذي يبذل جهداً كبيراً في نحت الصخور بغية ان يعطي منحوته صورته الجميلة. وفي الختام أرجوا ان تنال هذه الدراسة رضا واستحسان القارئ وأن تحقق الهدف الذي أعدت من اجله وهو سد النقص الحاصل بالمعلومات التاريخية الخاصة بالمغرب العربي خلال هذه الحقبة التاريخية.ولم يبق لي إلا أن أِشكر الله سبحانه وتعالى وأسأله التوفيق والسداد فهو خير المجيبين.