دجلة والفرات في شعر الجواهري

Abstract

قرأت الجواهري ورددت بعضا من إشعارهِ في مراحل مختلفة من حياتي ، وكنت في كل قراءة اشعر بشيء يشدني إليهِ ، لعلني لمست فيهِ ما أشار إليهِ النقاد المحدثون ، أنهُ شاعر عباسي أخطأهُ الزمن .
وجدت فيهِ إنسانية الأنسان في كبريائهِ وشموخهِ ، وحلمهِ في الحياة الحرة الكريمة لأبناء شعبهِ ، يتجلى ذلك في قصائدهِ الكثيرة التي وقف فيها معارضا لسلطة الحكام الجائرة آنذاك والتي سجن على أثرها ، ونفي من بلدهِ لسنوات طوال.
فقد كان (( أصلد من الخشب فلم يتزحزح تفكيرهُ وقلمهُ قيد أنملة ... وقد لاقى ما لاقى من أجل رأيهِ وتفكيرهِ ))(1) .لهذا نجدهُ يقول : أنا غير ملتزم إلا بضميري ، ضميري وحدهُ ، بل أنا ملتزم بمزاجي الشخصي فقط (2) .
مع هذا الضمير أبحرت بسفينتي ، لكي أتعرف على ما يحملهُ الجواهري لنهري دجلة والفرات العظيمين من حب وحنين .