Devine Names and its role in theSajadi Script's structure andSignificance

Abstract

الملخصهذه قراءة نصّيّة في الصحيفة السجّاديّة حاولت أن تعلم المؤثر الأساس في تكوين الخطاب في أدب الدعاء، فتبيّن أن الأسماء الحسنى لله تعالى و ما تمتلكه من كنوز معرفيّة، هي المحرك الفعّال في إنتاج النصّ وتنوّعه بناء ً ودلالة، فجاءت الأدعية على أشكال متعدّدة في طول الدعاء وعدد فقراته و موضوعه، كلّ هذه السمات الأسلوبيّة هي من آثار الاسم الإلهي الذي توجّه إليه الداعي. كذلك أكّد البحث قدرة الأسماء الحسنى على تزويد الداعي بمعان ٍكثيرة ٍ، ومعرفةٍ خاصّة ٍتكشف أنّها لم تكن مألوفة ً، وليست مكتسبة ًمن المعرفة البشريّة، وإنّما هي من صميم العلم الإلهي الموحى من الغيب . لذلك كان هناك وعي عميق في فهم حقائق منظومة الأسماء الحسنى، ودقة عالية في مناجاة كل ّ اسم منها أو عدّة أسماء في مقام واحد، وثمّة ربط فريد بين حاجات الداعي وبين الاسم المدعو ؛ لأنّ المعصوم مدرك اختصاص الاسم بحاجة ٍمعينة ٍ، كما أنّه مدرك سعة بعض الأسماء وقدرتها على تحقيق جميع الطلبات مثل الاسم الأعظم (الله) الذي يجمع الأسماء كلّها ومعانيها، فهو الذي يرزق، لأنّه يتضمن اسم الرزاق، وهو الذي يُعلّم ؛ لأنّه يمتلك اسم العالم ؛ وهو الذي يشفي ؛ لأنّ فيه اسم الشافي ... وغيرها . وهناك ظاهرة مكثفة في الدعاء، وهي الصلاة على الرسول الأعظم محمّد وآله (صلّى الله عليه وآله) تشكّل واسطة ً شاهدة ًعلى الدعاء حاضرة ًفيه، مثل حلقة ٍتربط بين متن الدعاء وبين الأسماء المدعو بها الراجعة إلى الله سبحانه ؛ لأنها أسماؤه وصفاته و كمالاته.وهذا يعني في فلسفة الدعاء أنّ الرسول الأعظم وآله هم واسطة الرّحمة النازلة من الرّحمن الرّحيم، فبهم يصعد الكلم الطيّب، فيسمعه السميع الخبير، فتتنزّل الرّحمة ؛ لإنجاز كلّ حاجة من رزق ٍأو شفاء ٍأو حياة ٍأو علم ٍ، أو نصر ٍ، أو ستر ٍ، أو خلق ٍ، أو أي ّ نعمة ٍ منه جلّت آلاؤه 0والمعصوم نفسه يتوسل بتلك الصلاة المباركة لتتحقق حاجته؛ لأنّها رحمة مقرّبة من الله الغني الذي لا تفنى خزائنه. فالأسماء الحسنى تعمل منفردة ، فيظهر اسم واحد في بعض المقامات ؛ ليشكّل بنية ًخاصّة ًبه لأنّه قادر على تكوينها لفظا ً ومعنى ً. أو تعمل مجتمعة ً، فتأتي مجموعة منها معا ً لتشكّل بنى متعدّدة ً، وُتولّد دلالة ًمشتركة ًمن أجل قضاء حاجات ٍمتعدّدة ٍلا يقضيها اسم واحد مختص بشيء واحد 0وممّا تقدّم يظهر أنّ أدب الدعاء عند المعصوم ليس قناة ً ينفذ منها نشيج النفس وزفراتها وحسراتها، وإنّما هو نصّ ديني مقدس يصور رؤية ًكونية ً توحيديّة، يمثّل الوجود الحقّ المعبّر عنه بالاسم الأعظم الله قمة الوجود و كمالاته، ثمّ تظهر منه الأسماء الحسنى الأخر ابتداءً بالاسم الأقرب منه كمالا ً الرّحمن، وتتوالى بقية الأسماء واحدا ًبعد واحدٍ لتكون دليلا ً على معرفته، وسبيلا ً مقربا ً إليه، وهذه الأسماء في مرتبتها اللفظيّة تشكّل محاور أساسية ً في خلق البنى النصيّة في فقرات ٍمتعدّدة ٍ، وتوحي بمضامين الدعاء لوجود العلاقات الدلالية بينها وبين تلك المضامين استنادا ًإلى العلاقة الوجوديّة بينهما في الوجود الخارجي الأصيل.