فاعلية رموز فنون وادي الرافدين وآلية اشتغالها في النحت العراقي المعاصر

Abstract

يعيش الانسان في عالم واقعي وعالم خيالي مبني على تصوراته من اشكال وصور رمزية متشابكة مع بعضها من خلال التبادل والتكامل . والفن كواحد من الاشكال الرمزية هو شكل من اشكال المعرفة ومن سماته الاستمرارية وتغيير الاشكال المألوفة بغية استخدامها لكل أوجه الثقافة ومراحلها ( حيث ان هدف الفن كواحد من الاشكال الرمزية هو السعي في تحويل العالم الخامل للانطباعات العادية ).(1)ان الرمز يكشف جوانب معينه من الواقع واعماقها تلك التي تستند الى وسائل المعرفة الاخرى . وفي مجال الفن نرى انه غالبا ما تنحصر مهمته في التعبير عن بعض المعاني العميقة بطريقة رمزية لتأتي بأي وسيلة أخرى من وسائل التعبير ،اذ يزداد الفن ثراء بما يحتويه من رموز . وكلما كان لهذه الرموز صدى في اللاشعور، سواء للفنان او المتذوق الفني ؛ كان ذلك داعياً لظهورها وهي تحمل معاني تعبيرية قوية . ويعد الرمز من العناصر المهمة في العمل الفني النحتي ، من حيث وجوده في مضمون وموضوع العمل ، باعتباره جزءاً من لغة تشكيلية يستخدمها الفنان في التعبير عن احاسيسه وانفعالاته نحو كل ما يهز مشاعره من افكار ومعتقدات . والتعرف على تلك اللغة واجادة تفسيرها ، يجعلنا اكثر قدرة على فهم مضامين العمل الفني (النحتي– بحدود البحث ).لقد استخدم الفنان الرمز على مدى حقب فنية طويلة وكان له صدى في التعبير عن مضامين متنوعة ارتبطت بقيم المجتمع الثقافية والفكرية . وعلى مدى هذه الحقب الزمنية تطور مفهوم الرمز في الفن حتى كان له دورا كبيرا في الحركة التشكيلية المعاصرة وتعامل الكثير من النحاتين المعاصرين مع الرموز بشتى انواعها فظهرت في اعمالهم النحتية ،لا سيما الفنانين العراقيين منهم الذين تميزوا عن الآخرين بامتلاكهم ارث ثقافي مليء بالرموز وحضارة فنية عملت على تأسيس وتدعيم التجربة الفنية لديهم ،حتى شكلت الرموز المستعارة من فنون وادي الرافدين ظاهرة مؤشرة في أعمال كثير من النحاتين العراقيين المعاصرين. وفي ضوء ما تقدم نجد ان عملية استقراء الرمز(ومنه الرمز الرافديني بالخصوص ) في العمل النحتي العراقي المعاصر وفهمه كلغة تشكيلية تتطلب فهم ماهية الرمز وعملية توظيفه . ومن هنا تنبثق مشكلة البحث الحالي والتي تتعلق بقراءة المعاني الرمزية لرموز فنون وادي الرافدين التي وظفت في الاعمال النحتية العراقية المعاصرة وبيان فاعليتها وتأثيرها وكيفية اشتغالها. وبالتالي فهم عملية توظيف النحات للرمز ، اذ يمكن ان تصاغ مشكلة البحث بالتساؤل التالي وهو : كيف جاءت فاعلية رموز فنون وادي الرافدين في النحت العراقي المعاصر وماهي آلية اشتغالها ؟