السياسة الخارجية التركية تجاه المنطقة العربية بعد التغيير (دراسة في الاهداف والوسائل)

Abstract

ة عندما وصل حزب العدالة والتنمية الى السلطة في الثالث من تشرين الثاني 2002 ساعد كثيرا في الحد من المشاكل الداخلية في تركيا عندما استمر في السلطة لفترتين متتاليتين فكان له الاثر في تطوير ادارة فعالة واتباع سياسة خارجية ناشطة.ان قادة حزب العدالة والتنمية لم ينطلقوا في سياستهم الداخلية والخارجية من الصفر بل كانوا استمرار الى حد ما للبيئة الاسلامية التي ترعرعوا فيها ولاسيما في ظل زعامة (نجم الدين اربكان ) وكانوا في الوقت نفسه تحت ظل احترام المكاسب التي انتجها النظام العلماني والديمقراطي في تركيا .فالتحول الهيكلي في السياسة الخارجية التركية يكمن في تغير ميزان القوى وتغيير التصورات الامنية لتركيا وشركائها الغربيين ،فانتقال القوة على المدى الطويل على الصعيديين الاقليمي والدولي ادت الى توسيع الوزن النسبي لتركيا اقتصاديا وعسكريا في المناطق المحيطة بها ،فبرامج التحديث العسكري التي قامت بها انقرة في العقود الاخيرة جعلت القوات التركية المسلحة رادعا قويا في منطقة الشرق الاوسط والمناطق الاخرىفكان اهم اهداف السياسة الخارجية التركية هي ان تركيا يجب ان تولي العمق التاريخي والحضاري والثقافي اولوية في علاقاتها الخارجية وهذا ينطلق من كون تركيا كانت تحكم خلال الفترة العثمانية كل المحيط الجغرافي المجاور لها حاليا وبطبيعة الحال ان اقامة علاقات مع دول الجوار والمجتمعات كانت تشترك ولا تزال مع تركيا بقيم دينية وثقافية مشتركة ستكون اسهل واكثر قابلية للتطور والتعمق في الجوار العربي.