دور المنهج الفلسفي التربوي في النهوض بواقع التعليم في المؤسسات التربوية العربية

Abstract

جاء في التقرير السنوي للمعهد العالي للتعليم في جامعة شنغهاي في الصين . عن أفضل خمسمائة جامعة في العالم. تبين ان ذلك التقرير خاليا من أية جامعة عربية أو إسلامية سوى جامعة القاهرة ( ) بينما نجد في التقرير سبع جامعات من الكيان الصهيوني ضمن معايير افضل خمسمائة جامعة عالميا. وعلى الرغم من كل التحفظات على التقرير فانه لم يعطي بلد المعهد المنظم سوى تسع جامعات . ونلاحظ تركز افضل جامعات العالم في أمريكا الشمالية وأوربا الغربية واليابان ( ).
ومن يرى التقرير يتبادر إلى ذهنه ما هو سر تقدمهم.أو على الأصح ما هو السر في تخلفنا . فلا بد إذا من إن هناك خللا في الموسوسة التربوية والتعليمية والعلمية العربية والإسلامية
ولكن إذا مرجعنا إلى سبعينات القرن الماضي فنجد إن إنتاجية العلماء العرب مجتمعين في سنة 1976م كانت تمثل 40% من إنتاجية علماء إسرائيل لوحدها في المجال البحثي, وان إنتاجية العلماء العرب تقل عن 10% من مستوى الأداء العالمي بالنسبة لنصرائهم في العالم ( ) .فلابد من وجود منهج خاص في فلسفة التربية والتعليم ومنهج محدد يخدم العملية التربوية في العالم العربي .وهنا اقرب ما يكون إلى الصواب قول بستا لونزي المربي السويسري (1746م) عندما رأى خللا في تربية عصره (إن ما يلزم عربة المدرسة ليس تغيير الخيول ولكن تغيير الطريق) ( ) بشبة المسيرة التربوية بالعربة والخلل هو في الطريق الذي تسلكه . أي المنهج وليس في العاملين أو في الطلاب .
إن هذا الموضوع هو من مباحث الفلسفة بشكل عام و فلسفة التربية بشكل خاص, فمن واجب الفلسفة البحث في المعرفة واصلها وبيان النافع منها. والتربية بما أنها عملية تغيير فهدا يعني إن هناك حاجة إلى معالم توجه أنشطتها ومن اجل دلك تلجا إلى الفلسفة ( ) وبما إن الفلسفة علم الكل . و فلسفة التربية تقوم أساسا على نقد العملية التربوية وتعديل برامجها ومناهجها من حيث اتساقها وتناغمها وانسجامها مع الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها المجتمع ( ).
وهذا البحث يقوم على أن كل العالم يعتمد على التربية في بناء وتطور مجتمعاته ولكن بين هذه التربية قد تكون جيدة أو سيئة ولكن الفرق بينها هو في المنهج المتبع ,ما هو هذا
المنهج وما هي أنواعه ؟ فهناك المنهج الاستدلالي والاستنباطي والقياسي والتحليلي والتجريبي .وكل تربية لابد أن تتبع لأحدها حسب فلسفة الدولة و القائمين عليها ,
وهذا المنهج هو الذي يحمل تطور المجتمع أو تأخره فالتربية مهما سارت ومهما عمل القائمون عليها بدون منهج صحيح فذلك لن ينفع شيئا ,وسوف أتناول المنهج ودوره ,ثم ألتربيه كيف بدأت تجريبية ؟ والتعليم المستمر باعتباره احد أدوات التربية واحد أسباب نجاحها ,ثم عدد من النماذج التربوية في عدد من المجتمعات لبيان دور التربية في تغيير واقع البلاد . بعد تعديل المنهج التربوي المتبع وبيان النتائج المتحققة فالمنهج يحمل تطور من تطور وتخلف من تخلف وما سبب تخلف الجامعات العربية والإسلامية .