populist movements in europe and its political influence Five star movement as a model

Abstract

لقد شكلت الشعبوية ظاهرة سياسية في اغلب دول العالم وذلك في العقدين الأخيرين من القرن والعشرين وبداية القرن الحادي والعشرين ومما زاد من مؤشرات صعود هذه الظاهرة تحقيقها لنتائج انتخابية معتبرة مكنها من دخول برلمانات ديمقراطية عريقة وقيادة حكومات في قلب أوربا الغربية وترأس حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بفوز دونالد تارمب بالانتخابات الرئاسية سنة 2016 وشهد النقاش السياسي والفكري حول الظاهرة الشعبوية في الغرب وبخاصة في الأوساط اليمينية سجالا بين رؤيتين هناك من يعتبرها ظاهرة عرضية ومرضا عابرا أصاب الديمقراطيات الغربية ويربطها بتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية 2008 التي مست أوربا و أمريكا بشكل خاص سنة وبين من يعتبرها ظاهرة متجذرة في كل المجتمعات بما فيها الدول الغربية وان كانت أجواء الديمقراطية والنمو الاقتصادي ودرجة الرفاه التي عاشها المجتمع الغربي في فترة ما بعد . 1945 إلى بداية الثمانينيات لم تسمح بظهورها ومن خلال دارستنا لهذه الظاهرة في الأوساط اليمينية داخل الدول الغربية تبين لنا ما يلي: 1- إن الشعبوية أسلوب سياسي يظهر في كل المجتمعات وداخل الأحزاب والتنظيمات والأفراد وأنها لا ترتبط بمجتمعات وشعوب معينة كما حاول العديد من مفكري الغرب ربطها بدول العالم الثالث والحركات اليسارية بدليل ظهورها كظاهرة سياسية في أوساط اليمين السياسي الغربي.2-إن الشعبوية اليمينية تعبر عن أزمة تجتاح الديمقراطية التمثيلية والنظام الليبرالي بشكل عام وبجنوح العولمة وتهديدها لمصالح الشعوب وهوياتهم ومصادرة إرادتهم الحرة في اختيار ما يريدون.3- وبرغم خطورة المد الشعبوي في الغرب وتداعياته إلا أن النخب الديمقراطية ما يزال بإمكانها إعادة بناء نظام عالمي على أسس جديدة قابلة للاستمرار وبناء هذا النظام لا يكون من إرادة النخب وتوازن القوى والسياسيات بل كذلك على ما تريده المجتمعات القومية الحرة. 4- أن التحدي الأساسي أمام الديمقراطيات الليبرالية ليس إكمال مهمة بناء نظام ليبرالي عالمي على الأسس التقليدية بقدر ما سيكون بحث عن طريقة لوقف تآكل هذا النظام. أن أهم ما يمكن ملاحظته مع صعود الظاهرة الشعبوية واليمينية بالخصوص هو عودة حكم الرجل القوي كخيار أمام الشعوب وهذا ما سماها الباحث الاستارلي "غريغ مموش" بديمقراطية القياصرة التي عرفها بـانه يعبر عن ميل قطاعات كبيرة من السكان إلى وضع ثقتهم في زعيم كشخص يعتقدون انه سيحسن أحوالهم ويحقق طموحاتهم في الحركات الشعبوية في اوربا.5- أن حركة خمس نجوم الايطالية تعتبر حركة قيادية بإيديولوجية، وان زعيمها غريلو اصبح سياسيًا كرجل استعراض، تبنى شكلاً جديدًا من الديمقراطية التداولية المباشرة التي تتحقق بفضل استخدام الانترنيت، وبرز عوامل نجاح هذه الحركة الشهرة والاحترام الكبير الذي يتمتع به الممثل الكوميدي؛ اوثانيا خطاب التعبئة الذي استخدمته الحركة على شبكة الانترنيت واخيرا القدرة على مواصلة الضغط والاحتجاج ضد الأحزاب التقليدية والحكومة. ناهيك عن اسباب تتعلق بأزمة النظام السياسي الإيطالي، والمناخ المعادي للسياسة، والأزمة الاقتصادية والمالية العالمية.