إطالة أصوات المـــدّ الطويلة وصوتي اللين في الأداء القرآنيّ وعلم الأصوات

Abstract

المقدمــة :
تتفاوت الأصوات اللغوية في مُدّة النطق بها، فأصوات المدّ واللين، أطول من الأصوات الصامتة.
وأصوات المدّ الطويلة(الياء، والألف، والواو) أطول من أصوات المدّ القصيرة(الكسرة، والفتحة، والضمّة).فالمدّة(الزمنية المستغرقة لإنتاج الصائت القصير تساوي(300CPS) مقاسة على جهاز (Spectrograph ) وتُضاعَف في حال إنتاج الصائت الطويل أي 600 CPS) .
وتتفاوت أصوات المدّ في طولها أيضا. فـ(حين قيست أصوات اللين]المدّ[ وجد أنّ الفتحة أطول من الكسرة والضمة) ؛ لاتساع مخرج صوت الفتحة.

إنّ أصوات المدّ الطويلة أطول من صوتي اللين(الياء، الواو) ؛ لأنَّ طرف اللسان مع الياء اللينة أكثر ارتفاعاً منه نحو الغار مع الياء المدّيّة، وكذلك أقصاه يكون أكثر ارتفاعاً منه نحو الطبق مع الواو المدّيّة ؛ مّما يجعل مجرى الهواء أقلّ اتساعاً مّما هو عليه مع المدّيّتين.

إنّ صوتي اللين غير مدغمين أطول منهما مدغمين،(لأنّ المدَّ يبقى مع التليين، ويذهب مع التشديد) .
وتتفاوت الأصوات الصامتة في طولها، أي مّدة النطق بها، فالصوتان الانفميان (النون، والميم) أطولها، يليهما الصوتان الجانبيان(اللام، والضاد القديم)، فالصوت المكّرر(الراء) فالأصوات الصفيريّة(الزاي، والصاد، والسين)، فالأصوات الاحتكاكية الأخرى وأخيراً الأصوات الانفجاّرية ، ولهذا التفاوت أسباب طبيعية في الصوت اللغويّ، فضلا عن الأسباب المكتسبة منها : المجاورة، والنبر، والتنغيم، ونحو اللغة, وعدد المقاطع في الكلمة، والعوامل النفسية للناطق .

إنَّ طول الصوت قد يكون ملمحاً تمييزياً (Distinctive Feature ) فإطالة صوت الفتحة القصيرة الذي بعد الكاف في الفعل(كتَبَ) يحّوله إلى صيغة أخرى(كاتَبَ) لها دلالة غير الأولى والأغلب أنْ لا يكون طول الصوت ملمحاً تمييزياً.

إنَّ أصوات المدّ – بحكم طبيعة تكوينها – تكون عرضة للتغيير فقد تطول إلى أكثر من ضعف مّما هي عليه، وقد تقصر إلى درجة الصفر(Zero). وظاهرة إطالة أصوات المدّ الطويلة، وصوتي اللين لم تلقَ من علماء الأصوات – باستثناء علماء التجويد – اهتماماً وإنْ مرُّوا بها فمرور الكرام ؛ ولعلّ سرَّ ذلك أنَّ هذه الظاهرة ليست لازمة في كلِّ أشكال النطق العربّي، وأنّ بعضها غير ملزم حتّى في تلاوة القرآن الكريم.