الاستعمال الصرفي ومظاهره في التعبير القرآني الاستعمال الصرفي ومظاهره في التعبير القرآني دراسـة المـعــنى الـصـرفــي ومعــطـيـاتـه التـفسيرية

Abstract

يشغل المعنى جزءا كبيرا من مباحث العلوم النظرية كالفلسفة والفقه واللغة والبلاغة والنقد الأدبي وغيرها. ومن هنا يبدو أن له بعدا تاريخيا في تحديد مفهومه المعرفي بما هو تمثيل لمقاصد الكلام.يتفرع المعنى بحسب العلوم المبحوث فيها عن مقاصد الكلام، فهو في النحو المعنى النحوي، وهو المعنى البلاغي في علم البلاغة، والمعنى الصرفي في علم الصرف، وكل هذه الفرع من المعنى يمكنها بحسب قوة إحكام آلية الوصول إليها أن تعطي فهما واسعا وعميقا للنص القرآني ومن بينها موضوع هذا البحث وما يسعى إليه من توظيف المعنى الصرفي للألفاظ القرآنية في قراءته التفسيرية لموضوعاته المتعددة والمتنوعة.إن القرآن الكريم يستعمل الوزن الصرفي دون غيره مما يشاركه في بابه ولا ريب أن التعبير بالمصدر، مثلا، له دلالة غير تلك التي للفعل فما الحكمة في اختيار بنية المصدر دون أختها التي تشاركها في بناءها الأصلي، وما الحكمة في اختيار المصدر دون الفعل، أو بنية اسم الفاعل، أو صيغة المبالغة؟ فإذا سلمنا أن لكل حرف وجد في القرآن الكريم مساهمة في بناء عباراته وجمله فانه يمثل بهذا الوجود حكمة ما فما هذه الحكم؟ إن ذلك يكون لحكمة أداء المعنى القرآني الذي يراد الإشارة إليه وهو في الوقت نفسه إشارة إلى اختلاف المعاني تبعا لاختلاف البنية الصرفية بالملازمة ذلك بأن المعنى الصرفي خدم للمعنى القرآني فثمة فرق في استعمال صيغة (فَعْلة) مثلا في القرآن الكريم واستعمال أختها (فِعْلة) وذلك في قوله تعالى:) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ(، (الدخان 27). وقد استعملها القرآن مرة واحدة لكنه استعمل النِعْمة أربعا وثلاثين مرة كقوله تعالى:) وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا(، (إبراهيم 34). فانه اختيار حكيم لأداء المعنى الدقيق في التعبير عن المرة الواحدة المنقطعة كـ(الضَربة والشَتمة) عندما يكون موضوع الآية يعبر عن المعنى المنقطع كما في سياق الآية من سورة الدخان ذلك بأن قياس هذا المعنى أن يكون على (فَعْلة).