الثابت والنسبي في الخبر الصحفي

Abstract

تستعمل مفردة المفهوم او المصطلح صفة للدلالة على شيء ما . لذا فهي تختزل معنى عام متعدد الأوجه في عبارات محددة ومرمزة تستوعب ذلك الشيء . وتعد وسائل الاتصال الجماهيري ناقلة ومجسدة للمعاني اعتماداً على أشكال لغوية لفظية وغير لفظية بقصد إيصالها إلى جمهور متنوع وواسع . لذا فان هذه الوسائل تحتوي مفاهيم صيغت وفق فنون صحفية * تتناسب مع حجمها ووجودها .
ويعد الخبر الصحفي مرتكزا أساسيا يفرض ذاته الفعلي على شكل الوسيلة واستمرارها ، لذا فان هذا النوع من الفن الاتصالي هو والعمود الفقري للوسيلة الإعلامية ، هو محور دراسات الباحثين والمفكرين . فقد قدموا تعريفات لاحصر لها ، في حين يجد الباحث شحة في تعريفات فنون اتصالية أخرى في ذات الاختصاص والسياق .
ان هذا الأمر افرز مشكلة تحمل في طياتها ايجابيات تخدم فن الخبر الصحفي ووجوده ، الا انه طرح سلبيات انعكست على خيارات الدارسين والمهتمين في هذا المجال ، وخلف ذلك محاور متعددة من الحيرة والنقاش ، قد توصل إلى متاهات عند اعداد تعريف جامع مانع محدد بالدراسة والتحليل ،ذلك أن صفة الخلط تبدو واضحة ومشوشة إزاء تعريفات الخبر الصحفي التي ينبغي أن تكون محددة وعلمية بما يوصل الى قناعة وفهم ثابتين .
وعند مراجعة التعريفات الخاصة بالخبر الصحفي وجد الباحث أنها نحت نحو النسبية. فكلٌ يتناول الخبر حسب مرئيا ته، فالبعض عرفه حسب الوظيفة، والأخر حسب الخصائص والثالث حسب النوع أو القيم التي يحملها ومنهم من عرفه حسب نوع الوسيلة الناقلة له . والملاحظ أن الباحثين جمعوا تعريفاتهم للخبر طبقا إلى حاجات وضرورات آنية لبعض السياسات الصحفية والأيديولوجيات من جهة وبين الارآء الشخصية المبنية على ممارسات مهنية يحكمها السوق والأهواء وحاجات الآخرين من جهة أخرى.
لذا ينصب هدف البحث في بلورة مفهوم للخبر الصحفي وفق معطيات المجال النظري وجمع الشتات فيه بعد أن يجزئ سياق الأفكار المطروحة فيه ، ويستند الباحث إلى الوصف والمنهج المسحي في تناول مجمل ذلك. كما يطرح الباحث سؤالاً على مجموعة من الخبراء والمهتمين في مجال الأعلام بواسطة آداة الأستبانةبصفتها عملا مكملا , تستنبط على أساسه الأحكام والنتائج اللاحقة .