استطلاعات قياس الرأي العام بين النظرية والتطبيق

Abstract

يعنى غالبية الإحصائيين إن لم يكن معظمهم بالدرجة الأساس بالجوانب النظرية لمجال عملهم أكثر من اهتمامهم بالجوانب التطبيقية، وعلى الرغم من أن الجانب النظري يعد الأساس الأول والفيصل في تحديد درجة دقة أي عمل بحثي إلا أننا دوماً نؤكد على أهمية الجوانب التطبيقية والتي لا تخفى على الجميع مدى أهميتها وكذلك تأثيرها المباشر على تطوير العلوم المختلفة.
وتعد قياسات الرأي العام أحد أهم الجوانب التطبيقية لعلم الإحصاء والتي أخذت صدىً عالمياً وقد أصبحت في يومنا هذا لغةً عالميةً يمتلكها الجميع وتستفيد منها البشرية جمعاء ، ونحن هنا لا نبالغ في وصفها باللغة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان كبيرة إذ إن قصدنا هنا هو لغة الأرقام والتي هي أبلغ من كل الكلمات وأدق من جميع العبارات والتي يمكن أن تصف حالةٍ ما أو أن تفسر مشكلةً معينة.
وما هذا البحث إلا محاولة متواضعة في هذا المجال للتذكير بأهمية قياسات الرأي العام وضرورة الالتزام بها والحث عليها وولوج هذا المجال الرحب لا سيما العراق اليوم في أحوج ما يكون لقاعدةٍ قويةٍ لقياس الرأي العام مبنيةٍ على الأسس العلمية الصحيحة.
وأن هذا البحث يمثل عصارة جهدنا في مركز العراق للبحوث والدراسات الإستراتيجية وعلى مدى عامٍ ونصف تقريباً، وقيامنا بمواجهة المشاكل الدقيقة وتفاصيلها التي ترافق دراسات قياسات الرأي العام وذلك عند الأخذ بالاعتبار خصوصية العراق في يومنا هذا وما يمر به من ظروفٍ أمنية متردية ،وسيتناول هذا البحث كذلك عرضا لأهم النتائج التي توصل أليها المركز في كلٍ من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتي ساهمت في تطوير المجتمع العراقي.
ويمكن صياغة مشكلة البحث بالتساؤلات الآتية:
1- ما مفهوم قياس الرأي العام ، وما منهجية قياسه ؟
2- ما مدى مساهمة علم الإحصاء في الجوانب التطبيقية للمجتمع العراقي ؟
3- هل من الممكن تطبيق مفهوم قياس الرأي العام في العراق ؟

ويهدف البحث إلى مجموعة من الأهداف وعلى النحو الآتي:
1- تقديم إطار أكاديمي متواضع عن مفهوم ومنهجية قياس الرأي العام.
2- تحديد الفجوة الحاصلة بين الجانب الأكاديمي للعلوم الصرفة (علم الإحصاء بالتحديد) والجانب التطبيقي لهذا العلم والمتمثل في قياس الرأي العام.
3- تسليط الضوء على آلية إنشاء مراكز متخصصة بقياس الرأي العام.
4- تسليط الضوء على بعض النواحي المهمة في مجتمعنا العراقي مثل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.