دراسة مسحية لموضوعات المرأة العراقية في عشر صحف يومية للفترة من 4- 10 آذار 2008

Abstract

تزودنا وسائل الأعلام بسيل مستمر من المعلومات والتصورات ولم يعد مجال هيمنتها على مجال الاتصال والنقاش العام موضع شك منذ عقود مضت. و يمكن القول إن تأثيرها صار يفوق في شمول مداه وربما سرعة الاستجابة إليه الأجهزة الموازية للتعليم والتثقيف خاصة في المجتمعات الديمقراطية. إذ لا تقتصر وظائفها بالإعلام والتوعية ومراقبة أداء الحكومة والمؤسسات القوية الأخرى حسب بل يعد تحشيد الناس وتعبئتهم للوقوف ضد إجراء أو سياسة أو مشروع ما أو دعم ومناصرة إصلاحات تراها الوسيلة الإعلامية ذات فائدة للمجتمع من صلب وظائفها أيضا . ويمكن لوسائل الإعلام أن تكون منبرا للجمعيات والمنظمات والأفراد عبر نقل وجهات نظرهم أو نشر مقالاتهم حول شان ما.
بالرغم من الاهتمام الدولي بالمرأة ودور وسائل الأعلام في تشكيل الوعي المجتمعي بقضايا المرأة إلى جانب أجهزة التعليم والثقافة التي تتولى صياغة الوعي المعرفي للمجتمع ، ظلت قضايا المرأة العراقية في وسائل الإعلام بعيدة عن التناول البحثي وهو أمر تجاوزته أقطارا عربية عدة منذ أكثر من عقدين من الزمان وأسست له مراكز بحوث ارتبط بعضها بالمؤسسات الأكاديمية وبمؤسسات المجتمع المدني المعنية بالمرأة وبحقوق الإنسان أو بالمراصد الإعلامية .
ولا تكاد تحظى قضايا المرأة وصورتها في وسائل الأعلام بالاهتمام اللازم برغم مرور أعوام خمس على التغير الدراماتيكي الذي مر به العراق نظاما ودولة ومجتمع وتعدد منابر ووسائل التعبير والأحزاب والتجمعات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني .وهو ما دفع الباحثة لدراسة قضايا المرأة في الصحافة العراقية لما تملكه الصحافة في الأنظمة الديمقراطية- التي من المفترض أن يكون العراق قد تحول إليها منذ ابريل عام 2003- من إمكانية على اختيار القضايا وتسليط الضوء عليها وجعلها من أولويات اهتمام الجمهور ولفت انتباه أصحاب القرار إليها .
يستمد البحث أهميته من المشكلة أو القضية التي يتصدى لها ، فمع دخولنا عصر التعددية الفكرية والإعلامية صار من الواجب تفحص دور وسائل الأعلام في التنمية الإنسانية والترويج لمفاهيم حقوق الإنسان والديمقراطية . إن دراسة مثل هذا النوع من الموضوعات يمكن إن يسهم في توفير قاعدة معلوماتية علمية حول المرأة وقضاياها في وسائل الأعلام ويكون ذا فائدة للمنظمات النسوية والمؤسسات الاجتماعية المعنية بشؤون المرأة لبلورة القضايا وإيجاد طرق تشبيك بينها وبين وسائل الأعلام بما يخدم المشتركات بينهما كوسائل من وسائل التغيير والبناء المجتمعي .
بعد تحليل ودراسة للصحف اليومية العراقية الصباح، المدى، التآخي، الاتحاد، الزمان، الصباح الجديد،المشرق، الدستور، العدالة ، كل العراق للفترة من 4 – 10 آذار توصلت الباحثة إلى الاستنتاجات الآتية :

1-لم تكن المرأة العراقية وقضاياها مفكرا بها في نسبة غير قليلة من الصحف اليومية المدروسة واقترن الاهتمام بنشر موضوعات حول المرأة بوجود مناسبة عالمية هي يوم المرأة العالمي والاحتفالات التي أقيمت بالمناسبة واهتمام الصحف بتغطية المناسبة التي شهدت حضور ورعاية سياسيون وسياسيات من السلطتين التشريعية والتنفيذية .**
2- بالرغم من اختلاف ملكية ومصادر تمويل الصحف اليومية الخاضعة للدراسة وتنوعها بين صحيفة شبه رسمية ( الصباح ) أو تابعة لأحزاب كـ ( التآخي والاتحاد والعدالة ) أو صحف تابعة لمؤسسات وأشخاص كـ ( المدى والزمان والصباح الجديد والدستور وكل العراق ) ، إلا إن اغلبها اشترك في عدم النظر إلى قضايا المرأة العراقية بوصفها قضايا اجتماعية ثقافية سياسية يجب التصدي لمعالجتها وخلق وعي اجتماعي حول خطورة إهمالها، وتعاطت معها بشكل خبري تقريري وإنشائي . فكانت قضايا المرأة في عدد غير قليل من الصحف المدروسة غير مفكرا بها حتى في الأيام التي شهدت تذكيرا على نطاق عالمي بالمرأة وقضاياها.وإذا ما تمسكنا بالأرقام فان الأرقام تكون أحيانا مضللة خاصة اذا ما عرفنا اعتماد الكثير من الصحف شبكة الانترنت مصدرا من مصادرها الأساسية وقبولها نشر مقالات سبق نشرها في صحف أخرى *** وهو ما يعني إن كثافة الموضوعات المنشورة عن المرأة في صحيفة ما لايدل بالضرورة على تخطيط مسبق للصحيفة بتناول هذه القضية أو تلك وقد لايعدو الأمر سوى استجابة ظرفية لمناسبة ما وهو ما أفرزته القراءة المتأنية للموضوعات المنشورة حول المرأة العراقية حتى في الصحف ذات الاتجاهات التقدمية .*** *