Bilateral partisan role in political life

Abstract

تأتي أهمية دراسة الأحزاب السياسية كونها تمثل أهم مظاهر الحياة السياسية في الدول والمجتمعات البشرية. فالأنظمة السياسية بصورة عامة تقودها أحزاب سياسية، ومن هنا تأتي طبيعة العلاقة بين الأحزاب وبين الأنظمة السياسية.كما لا يخفى تأثير الأحزاب الواضح في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك من خلال ما تتبناه من مبادئ وأهداف وبرامج في المجالات كافة، وسعيها لتحقيق ذلك من خلال استلام السلطة واستعمال امكانياتها لتحقيق التغير الذي تبتغيه في مجتمعاتها.ومن خلال دراسة الأحزاب السياسية يمكننا التعرف على التركيبة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات وكذلك التعرف على الأيديولوجيات السائدة في المجتمع لكون الأحزاب السياسية عادة ما تمثل القوى والطبقات الاجتماعية(1).وتعد الأحزاب السياسية إحدى أهم أدوات الصراع السياسي، وأبرز المنظمات التي تتكون من خلالها الإرادة الشعبية. ففي الدول الديمقراطية لم يعد الصراع السياسي صراعا بين أفراد بل صراع أفكار وبرامج سياسية. والأحزاب السياسية هي من الوسائل التي تسمح بصراع الأفكار.ولقد أثر قيام الأحزاب السياسية وتطورها تأثيراً كبيراً على الطبيعة السياسية والقانونية للأنظمة السياسية. فنوعية النظام الحزبي السائد في دولة معينة لها من التأثير على هيكلية نظامها أكثر من ذلك التأثير الذي يحدثه بناؤها الدستوري.إن تطور الأحزاب السياسية أدى بصورة عامة الى ثلاثة أنماط حزبية: الثنائية، والتعددية، الحزب الواحد.وانطلاقا مما سبق، يبدو من الأهمية بمكان بحث إشكالية العلاقة بين نظام الثنائية الحزبية ونتائجه السياسية، وآثار تطبيقه، وأسباب استمراره، الى جانب دراسة أنواعه وذلك تحديداً في بلدين طبقا هذا الأنموذج مدة زمنية ليست بالقصيرة، أعني بهما: المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.