معركة عمورية إنعطافة في العلاقات بين الدولتين العباسية والبيزنطية 223هـــ/838م

Abstract

تعد معركة عمورية من المعارك المهمة والحاسمة في تاريخ الصراع العربي البيزنطي ، فأثرت بشكل مباشر في سير العلاقات بين الدولتين العربية والبيزنطية ، إذ تعد مدينة عمورية أجل وأعظم مدينة في الدولة البيزنطية بعد القسطنطينية – سميت القسطنطينية نسبة الى مؤسسها قسطنطين –استانبول ، تعني المدينة العظيمة - ، لموقعها المهم والقريب على من القسطنطينية ، ولسيطرتها على عقدة مواصلات الجهات الغربية من تركيا المطلة على البحر المتوسط وبحر إيجة وبحر مرمرة . فضلا عن ثقلها السكاني ومكانتها الدينية لدى البيزنطيين . وهذا يفسر لنا سبب اختيار الخليفة العباسي محمد المعتصم بالله لها (218-227هــ/833-842م) ، عندما سأل عن أعظم مدينة بعد القسطنطينية ، تتخذها الدولة البيزنطية قاعدة ثانية لها في خط المواجهة مع الدولة العربية الاسلامية في العصر العباسي ، فقيل له عمورية .Amorium.اذ مثلت هذه المعركة انعطافة في العلاقات بين الدولة العربية الاسلامية والدولة البيزنطية ، بخاصة ، والعلاقات بين الشرق والغرب بعامة . فعد فتحها بمثابة المفتاح الذي أنطلق منه الجيش الإسلامي لفتح القسطنطينية يوم الثلاثاء 20/جمادي الأولى/857هــ الموافق 29/مايس1453م حيث فسح فتح عمورية المجال ، لبسط السيادة الاسلامية على المناطق الغربية من الاناضول أو آسيا الصغرى ، فانتشر الاسلام ، وانتشرت اللغة العربية ، وأصبح الباب مفتوحاً الى القسطنطينية ، فكانت هذه المعركة فتحاً للمسلمين ودرساً بليغاً للدولة البيزنطية آنذاك.