يوسف القرضاوي ورعايته للمقاصد الشرعية

Abstract

هو الشيخ الدكتور يوسف ابن عبد الله ابن الحاج علي ابن يوسف القرضاوي يكنى بأبي محمد , ولد في مصر بتاريخ9/9/1926م ونشأ فيها. وكانت ولادته في قرية ( صفط تراب ) من توابع المحلة الكبرى من أعمال المحلة الغربية , ويصف الشيخ قريته هذه ويقول انها عريقة في القدم وقد شرفت بقبر أخر صحابي توفي في مصر وهو عبد الله ابن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه , وقد شاء الله أن يستأثر بوالده الذي لم ينجب سواه , وهو في الثانية من سنيه , وقد كفله عمه وقد أحاطه بالعناية والرعاية , وفي الخامسة من عمره ألحق بأحد الكتاتيب ليحفظ القرآن , ثم في السابعة من عمره أدخل المدرسة الإلزامية , يقول الدكتور عن نفسه : وقبل أن أبلغ العاشرة أكرمني الله فأتممت حفظ القرآن الكريم حفظاً لا أكاد أضيع منه حرفاً مع الإلمام بأحكام التجويد , ويتابع الشيخ قائلاً : " ومن يومها أصبحت في نظر أهل قريتي (الشيخ يوسف) وبسبب ما من الله به علي من حسن التلاوة كثيراً ما كانوا يقدمونني لأؤمهم في الصلاة وبخاصة الصلاة الجهرية . وقد أحيط الشيخ في طفولته بعناية وحب من أهل والده ووالدته على حد سواء , فقد كان محبوبا ومكرماً . وفي أعقاب تخرجه في المدرسة الإلزامية ، بعد حفظ القرآن ، كان لا بد له وعلى الأصح لأهله من أن يختاروا له الطريق الذي سيسلكه من الحياة .ويتابع الدكتور محمد مجذوب وهو يتحدث عن بداية الشيخ العلمية فيقول : أما الشيخ القرضاوي حينها فلم يكن أحب إليه من متابعة المسلك العلمي الذي اجتاز مرحلته الأولى ، وراح يتطلع إلى ما وراءها ، وقد شاقه ما تحقق للمشايخ المرموقين أبناء قريته من مستوى أهلهم لاحترام الناس ، فود لو يتاح له مثل سبيلهم إلى الأزهر. إلا أن عمه لم يكن على مثل رأيه ، فهو على الرغم من حبه للعلم ، وحرصه على تشجيع ربيبه الذكي ، لا يرى ذلك من مصلحته لأن طريق العلم طويل طويل ، ومع طوله لا يضمن لصاحبه العيش المنشود ، هذا فضلاً عن انصرافه إلى طلب العلم يتطلب من النفقة ما تضيق عنه قدرتهم ، ولهذا حاول إقناعه بتعلم حرفة توفر له وسائل العيش من أقرب طريق . غير أن رغبة الفتى كانت أقوى من حجة عمه ، فما زال يحاوره في ذلك ، ويسهل له الأمر بما يظهر من استعداده للاكتفاء بأقل القليل من النفقة ، حتى انشرح صدر عمه لتحقيق أمنيته ، وساعده في ذلك أبناء عمه الذين أعلنوا استعدادهم للتضحية بكل شيء في سبيل تعليمه ، وكان لوجود ابن عمة له طالباً في الأزهر أثر مشجع على ذلك لأنه سيرعاه هناك ويسكن معه.

Keywords

Qaradawi, care, purposes