إسلامية المنهج في الفكر التربوي الإسلامي

Abstract

عملية تأصيل وأسلمت المناهج هامة في المدارس ، فهي تعطي المناهج البعد والصيغة الإسلامية بربط المواد الدراسية بمبادئ الإسلام مثل القيم الخلقية والدينية وربط هذا كله بحياة الطالب في مجتمعه . وهذه العملية تتطلب إعادة صياغة المناهج الحالية على ضوء الإسلام من حيث المعلومات وتنسيقها وربطها ببعضها منطقياً . هذا كله يتطلب صياغة الأهداف بطريقة تجعل فروع المعرفة المختلفة تثري التصور الإسلامي لتربية الطالب ليكون عاملاً ومشاركاً في بناء مجتمعه بصورة جادة ونشطه ، ويتمكن من أداء دوره بإيجابية وفعالية. لهذا يجب أن يتسم المنهج بالثبات الذي يشتق من ثوابت القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسير الصحابة وعلماء المسلمين والإجماع والقياس . كما يجب أن يكون منهجاً متكاملاً يهتم بحياة الفرد والجماعة وينميها من جميع جوانبها المختلفة . وعلى المنهج أيضاً أن يعالج التعليم في ظل أهداف التربية الإسلامية التي تبني الفرد البناء الكامل المتكامل من جميع جوانبه بناءً متوازناً .كذلك يجب أن يكون المنهج متوازناً ومرناً وقابلاً للتعديل بالإضافة أو الحذف فيما يتعلق بالفروع وفق ما تتطلبهوتقتضيه مصلحة المجتمع المسلم وبهذا يواكب المجتمع المسلم التطور الذي يحدث من حوله في المجتمعات الأخرى. يتضح أن هنالك توجهات لطبيعة المنهج التوجه الأول، هو مراعاة طبيعة الطالب، وهو توجه سيكولوجي ، والتوجه الثاني، هو مراعاة طبيعة المجتمع وهو التوجه الاجتماعي، فالمنهج يجب أن يجمع بين الطالب والمجتمع، كما لا يجوز فصل المؤسسة التربوية كمؤسسة اجتماعية عن المجتمع وما يدور فيه لأنها هي جزء لا يتجزأ عن المجتمع، فالاهتمام بالنواحي الاجتماعية ودراسة البيئة والظروف المحلية للشكل الذي يجعله مواطناًً صالحاً مستنيراً مدركاً لجميع الأوضاع المحلية به لا يكون إلا بالتعاون بين المجتمع والمؤسسة التعليمية، عليه يجب أن تكون هناك علاقة وثيقة بين المنهج وكل من خصائص المجتمع وحاجاته وأهدافه الرئيسة ومشكلاته، لهذا عند وضع أي منهج يجب أن تدرس هذه النواحي جميعها وتوضع في شكل خيارات يكتسبها الطالب حسب رغبته واهتمامه وقدراته واستعداده للوصول إلى حاجاته المنبثقة من حاجات المجتمع الذي يعيش فيه والتي لا تتعارض وعقيدته الإسلامية. وهذا معناه أن نأخذ ما نراه صالحاً لحياتنا من المجتمعات الأخرى على ألا يتعارض مع القيم والعادات والتقاليد المستمدة من الشريعة. ما هي الخطوات التي أشار إليها المنهج التربوي الإسلامي لتجنب الأسرة المسلمة ظاهرة الحرمانالعاطفي،التي لا تهدد فقط مصير الطفل وشخصيته بل لها تأثيرات تدميرية على مستوى الأسرة وتخريب البناء والتماسك الاجتماعي؟في هذا الموضع سنكتفي فقط بالإشارة إلى أهم تلك الخطوات التي تجنب الأسرة المسلمة ظاهرة الحرمان العاطفي :* إشاعة مبدأ التعاطف والتسامح والأخوة والتكافل والتعاون بين أفراد المجتمع الإسلامي والحث على ما يزيد من هذه الروابط المبدئية بين مكونات المجتمع الإسلامي سواء أكانوا أفراداً جماعات أم مؤسسات وعلى المستويات الدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية كافة، وتكريس جزء مهم من الجانب ألعبادي لترسيخ وإشاعة هذا المبدأ. وهذا ما يجعل الأسرة الإسلامية وأفرادها ضمن نسيج حي من العاطفة الاجتماعية التي يدعو إليها المنهج التربوي الإسلامي.** هناك تشريعات اقتصادية تكفل حياة كريمة لليتيم في المجتمع الإسلامي ، وهناك تشريعات اجتماعية وتربوية تكفل حياة طبيعية تمكن لليتيم أن ينمو سليماً معافى من أي انحراف نفسي أو اجتماعي .* وهناك تشريعات قانونية تحمي الطفل وحقوقه في الإسلام بصورة عامة وتحمي حقوق اليتيم بصورة خاصة ، وتوفر سوراً من الرعاية والاهتمام به.*** يعتبر المنهج التربوي الإسلامي أن فترة الإعداد النفسي والاجتماعي في الإسلام تبدأ من فترة الطفولة ، ومن أساسيات التربية الإسلامية في كيفية التعامل مع الجنس الآخر ومهمات ووظائف كل جنس ودوره في الحياة ورسالته.**** قدم المنهج التربوي الإسلامي فلسفة خاصة بمفهوم الأسرة ورسالتها ودورها في بناء المجتمع وتكليف المسلم أو المسلمة إزاءه ودور المجتمع في تكوينه وديمومته ، من إن لكل فرد مسؤوليته انطلاقا من قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )ارتبطت بإعدادات أسرية واجتماعية ونفسية يحافظ من خلالها المشرّع الإسلامي على صورة الأسرة وديمومة أثرها بما لا يؤدي إلى تدمير الروابط الاجتماعية وتخريب شخصيات الأطفال. ***** ركز المنهج التربوي الإسلامي على أهمية العاطفة الأسرية واعتبرها الأساس الحقيقي للتكوين الاجتماعي من خلال الزواج وإن ضعفها أو انعدامها يؤدي إلى تفكيك وتدمير العلاقات الأسرية