العلاقات العامة الدولية دراسة تحليلية لخطابات الرئيس الأمريكي باراك اوباما الموجهة للدول العربية المأزومة

Abstract

في خضم التطورات السياسية والثقافية والاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم وما رافقها من ثورات اتصالية كبيرة تغيرت الكثير من أشكال القوة وتبعها تغيرات ملموسة في العلاقات على المستوى الدولي كان من أبرزها ظهور العلاقات العامة الدولية التي باتت مرادفا للعلاقات الدولية الرسمية ومكملا لها بعد أن تنامى دور الرأي العام وتأثيره على الأنظمة السياسية ما حدا بالساسة إلى مخاطبته ومحاولة كسب دعمه وتأييده .وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أول الدول التي تنبهت الى اهمية العلاقات العامة الدولية ، وما انفك رؤسائها عن مخاطبة شعوب العالم لتحسين صورة الولايات المتحدة وتقديمها على انها قوة سياسية واقتصادية وثقافية ذات بعد اخلاقي وانساني فريد بهدف تطوير علاقات امريكا الخارجية وتيسير تعاملاتها الدولية اعتمادا على التاييد الشعبي الدولي الذي من الممكن الحصول عليه عن طريق اساليب العلاقات العامة الدولية وفنونها .ويهدف هذا البحث الى تحليل خطابات الرئيس الامريكي باراك اوباما الموجهة للدول العربية المأزومة (( فلسطين والعراق وتونس ومصر وسوريا والسودان واليمن والبحرين )) لمعرفة المضامين التي تحتويها تلك الخطابات .وتبين من نتائج البحث ان اوباما مدرك لصورة للولايات المتحدة السلبية لدى الشعوب العربية والاسلامية ولذلك فقد حاول في مواضع كثيرة من خطاباته اعطاء تبريرات اخلاقية وانسانية للوجود الامريكي في المنطقة والتاكيد على ان الولايات المتحدة صديق دائم للشعوب المأزومة وحريصة على مصالحهم وكان لها دور متميز في تحريرهم من الانظمة الدكتاتورية .كما حاول اوباما اعطاء توصيفات تفصيلية للبيئات العربية المأزومة قبل التغيير وبعده موضحا الفروق بينهما ، فضلا عن اشادته بالعالم الاسلامي وتركيزه على القواسم المشتركة مع المجتمعات الاسلامية الا ان انحيازه كان واضحا لصالح اسرائيل عند تناوله للقضية الفلسطينية رغم تضمن خطاباته الكثير من القيم الانسانية التي تؤكد على ان الولايات المتحدة تدعم العدالة وحقوق الانسان .