المتغيرات السياسية في العلاقات التركية (الاسرائيلية) للفترة من( 2002م - 2013م ) واثرها على القضية الفلسطينية

Abstract

الخلاصة. هناك آراء متباينة ترى ان الملف الفلسطيني سيتأثر بصورة مباشرة، وباستعادة هذه العلاقة، مشيرا الى أنه عندما كانت العلاقة متأزمة بين (اسرائيل) وتركيا، توجهت الأخيرة لدعم حماس وحكومتها واشترطت رفع الحصار عن غزة، رغم أنه من المعتاد تكون المواقف التركية منسجمة مع توجهات السلطة الفلسطينية السياسية، أما الآن فستبدو الصورة مغايرة وفق بعض التقديرات، فيرى محلل الشؤون (الإسرائيلية) ابو عطايا أن تنقل تركيا ثقلها الى الضفة الغربية ( السلطة الفلسطينية)، لتأدية دور جديد في ملف عملية السلام، خصوصاً بعد غياب الدور المصري إثر سقوط نظام مبارك. فيما اعرب القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر عن خشيته من محاولات تركيا لـ "ترويض الوضع الفلسطيني من أجل العودة إلى المفاوضات، وإبرام تسوية لن تخدم الفلسطينيين عموماً، وإمكانية أن تستغل المصالحة بين البلدين في إطار المحاور التي تسعى وتعمل من خلالها أمريكا و(إسرائيل) لضرب قوى الممانعة في المنطقة" حسب قوله.وقال مزهر لـ القدس دوت كوم: "هذه خشية حقيقية، يجب الحذر من كل ذلك، ويجب التعاطي مع القضايا من منطلقات وطنية، ومصلحة وثوابت فلسطينية، وعدم التفريط بها".ودعا إلى دور تركي إيجابي لصالح القضية الفلسطينية من خلال الضغط على الاحتلال، للاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، لا أن تكون هناك "محاولات للتواطؤ من أجل الوصول إلى تسوية تخدم الاحتلال".77 من جانب آخرذهب النائب عن حركة حماس مشير المصري الى حدود وصف الاعتذار (الاسرائيلي) بأنه "انتصار كبير للسياسية والدبلوماسية التركية وتحديها (للكيان الصهيوني)، وتأكيد على أن الأمة العربية والإسلامية تمتلك أوراق قوة يمكن أن تفرض أجندتها على الاحتلال".واعتبر المصري الاعتذار (الإسرائيلي) "دليلا على أن الاحتلال أمام الضغوط يرضخ ويذعن للسياسات العربية والإسلامية" وقال: "نعتقد أن لهذا الاعتذار أهمية كبيرة، خصوصاً وأن تركيا تحدثت بأن الاعتذار مرتبط برفع الحصار وهو ما أبلغه أردوغان لمشعل".78 اذاً يتجسد الاختبار الحقيقي للموقف التركي تجاه القضية الفلسطينية، بعد عودة علاقاتها السياسية والعسكرية مع (إسرائيل)، رغم قوة علاقاتها مع حركة حماس والقيادة الفلسطينية، و كيف ستؤثر العلاقات الجديدة على مواقف تركيا تجاه القضية الفلسطينية مستقبلاً؟ وهل تستطيع تركيا حقا رفع الحصار عن غزة، أو وقف الاستيطان في الضفة والقدس، واثبات حضورها في القضية الفلسطينية؟ على الرّغم ممّا طرأ على تلك العلاقات من مستجدّات، الا أنه من المستبعد أقله حالياً أن تكون هناك حالة تغيّر إستراتيجي من قبل الطرفين في علاقاتهما الإستراتيجيّة. وهناك سياسة تركية جديدة مفادها إبعاد تركيا عن سياسة المحاور وإقامة علاقات جيدة مع جميع القوى الإقليميّة والدوليّة بالقدر الممكن.

Keywords

المقدمة. شهد العالم خلال العشرسنوات الماضية تصاعدًا ملحوظًا في الدور التركي، خاصة في ظل سيطرة حزب العدالة والتنمية ذي الميول الإسلامية على الحكم عام 2002م، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وكان أبرز هذه الأدوار، هو الدور التركي في القضية الفلسطينية، وعلاقتها مع اسرائيل، وهو الدور الذي أثار الكثير من التكهنات والتساؤلات. اضافةً الى التنامى في المد الإسلامى فى الشارع التركى بدايةً من حزب الرفاة ووصولاً إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم، نجد هناك كثراً من التحولات فى السياسة التركية نحو إسرائيل، .