التباين المكاني لتوزيع السكان وكثافتهم في مدينة بغداد

Abstract

تندرج بغداد ضمن المدن الكبيرة إذ تضم ما يقارب 7 ملايين نسمة ، وبدلاً من أن تتجه لاستيعابب هذا العدد بالتوسع العمودي كما هو حال مدن العالم الغربي أو بعض المدن العربية كدمشق وحلب والإسكندرية وتونس ، اتجهت نحو التوسع الأفقي الذي نتج عنه ترهل الخدمات الأساسية وعدم كفايتها للسكان إلى جانب استمرار الهجرة إليها ونتج عنه ارتفاع الأسعار والمضاربات بالارض.
لذا جاء هذا البحث لكي يسلط الضوء على طبيعة توزيع سكان المدينة وأنماط التركزات السكانية فيها ، فتم تناول هذا الموضوع من عدة جوانب أولاها تناول توزيع السكان وكثافتهم بين محلات المدينة ، فيما درس الجانب الثاني الكثافة الإسكانية ممثلاً بعدد الوحدات السكنية بينما تناول الجانب الثالث الكثافة السكنية على مستوى الاسر في المحلة الواحدة.
وبما إن المدن بشكل عام تتسم بارتفاع الكثافة السكانية في مركزها خاصة المدن القديمة كمدينة بغداد، فقد تم تناول هذا الموضوع بدراسة تدرج هذه الكثافة من المركز نحو الإطراف ، وظهر أن المنطقة المركزية المخصصة أصلا لاستعمالات الأرض التجارية والترفيهية والإدارية ، فقد انخفضت فيها الكثافة بعد عمليات طويلة ومستمرة من الغزو والتراجع بين استعمالات الأرض التي تعد الوظيفة السكنية أضعفها إمام الاستعمال التجاري ، إضافة إلى تطلع سكان المنطقة المركزية وبخاصة الاسر الميسورة منهم لتبديل مسكنة ذات المساحة الصغيرة الى مسكن اكبر مما سهل له النزوح نحو إطراف المدينة التي تلبي خصائصها ذات السعة مطمحة .
وهذا ماظهر في الخرائط التي اعدت من أن هناك تباين شديد بين منطقة وأخرى خارج المنطقة المركزية من حيث الكثافة السكانية والإسكانية .
وتوصل البحث الى عدة نتائج اعتماداً على وحدات قياس وبرامجيات متطورة وعمليات رياضية متقدمة بغية الدقة في القياس وصحة النتائج .