@Article{, title={الدراما في السودان ... جدل الأنا والآخر}, author={د. اليسع حسن احمد حليب}, journal={Basrah Arts Journal مجلة فنون البصرة}, volume={}, number={11}, pages={295-307}, year={2015}, abstract={

اهتمت الدراسة بمآلات الدراما في السودان- بحسبانها فناً مدنياً خالصاً من جهة ومن جهة أخرى فناً وافداً استفاد من الموروث المحلي. وتم تقسيم الدراسة على عدة محاور.تناول المحور الأول الدراما نشأتها وتطورها منذ بدء الخليقة، بافتراض أن الدراما تعبيراً طبيعياً وموضوعياً للإنسان في صراعه مع نفسه ومع الآخرين من حوله، إذا هي تلازم الإنسان في حراكه الكوني، فتعددت مدارسها بتطور الإنسان وأعماره للكون. فنسبت الدراما بملامحها المتعارف عليها للفيلسوف الإغريقي الأشهر أرسطو طاليس، فصارت تعرف باسمه "الدراما الأرسطية" والذي وضع أول اللبنات للسيطرة على الدراما وعلى متلقيها واستهدافها من المباشر لوعي وثقافة المتلقي. لتكتسب خطورتها وأهميتها على مر التاريخ فاصبحت تهتم بها الدول والمؤسسات لخلق الصورة الذهنية المثلى والمهيمنة حضارياً وفكرياً، لتمثل الدراما عنواناً دائماً ومتجدداً وقارئاً حصيفاً لتطور العصر ومآلا ته ومرآه صادقة للتعبير عن عصرها.أما المحور الثاني فتناول الدراما في السودان والذي لم يعرف الدراما بمفاهيمها الأرسطية المتعارف عليها وأن عرف نشاطاً حياتياً يحمل ملامح الدراما. فالعناصر الأثنية المكونة للنسيج الاجتماعي السوداني لم تعرف الدراما في بيئاتها الأصلية ،فالعرب مثلاً لم يعرفوا المسرح، وإن حملوا لغة مشهديه ثرة والأفارقة أيضاً وإن مارسوا فعلاً جسدياً معبراً عن آلامهم وآمالهم.فالتاريخ يثبت أن الدراما وصلت السودان عن طريق الجارة الأقرب جغرافياً ووجدانياً مصر والتي أرتبط اسمها سياسياً بالاستعمار أيضاً وفكرياً وثقافياً بالمثقفين والمفكرين الذين تأثروا بعلمائها وأدبائها، والدراما والتي ارتبط اسمها بالمسرح أقدم الفنون الأدائية سخرت في السودان لتحمل هم قضايا أخرى كالتعليم وإذكاء الروح الوطنية وهذا ما جلب لها دعماً وعضداً حتى من المؤسسة الدينية والرسمية ولكن سرعان ما أهملت بعد تحقيق تلك الأغراض التي من أجلها سخرت.أما المحور الثالث فتناول قضايا الدراما والمجتمع لأنه لا يمكن عزل الدراما عن محيطها الاجتماعي.فالسودان بحسبانه دولة نامية ويقع في منظومة العالم الثالث، كان لابد أن يسخر الفن لخدمة قضايا المجتمع الآنية وتلك معضلة لها تعقيداتها ومشاكلها في مجمل الفنون وخاصة الدراما اذ ظلت تابعاً ومنفذاً لخطابات أخرى والمثقف المنتج للدراما أصبح يحمل الكثير من تلك التعقيدات نفسها والتي أقعدت بالعمل الدراما وأثرت فيه كثيراً.والمحور الأخير تناول حوار الأنا والآخر في الدراما والحوار والجدل الذي أثر على مجمل الحياة الثقافية والفكرية والتنازع والفصام بين الواقع والتنظير ومن ثم فشل النخب في تحقيق أحلامها ومشاريعها ومن ثم تخصصها.إذا ما تزال الدراما أسيرة التحولات السياسية في السودان مما خلق جواً من الاضطراب النفسي والفكري في تحقيق ما هية الدراما وضرورتها واستمرار دعمها والاهتمام بها.} }