TY - JOUR ID - TI - الدور الجهادي للمراة في وقعة صفين (دراسة تاريخية ) AU - ا حكمه لفته صكر PY - 2019 VL - 21 IS - SP - 414 EP - 430 JO - Al-Bahith Journal مجلة الباحث SN - 22223002 2790220X AB -

المقدمةوجه الإسلام عناية المسلمين إلى مسألة الجهاد، وجعلها من أولوياته المقدسة، ولم يكن هذا الجهاد اعتداءً على من لم يحارب المسلمين إنما كان جهاداً أدبياً يدحض الحجة بالحجة ويجادل بالمنطق ويدفع بالتي هي أحسن؛ من أجل قيادة العالم إلى حالة السلام وإلى الوفاق والاطمئنان. لم تقتصر المشاركة في الجهاد على الرجال فحسب بل كان للمرأة دور هام في المشاركة، فالمرأة من وجهة نظر الإسلام ليست نكرة في الحياة الاجتماعية، إنما هي ذات كيان لا يختلف عن كيان الرجل سوى مدخلات التكوين الجسمي، والبنى النفسية الموافقة لدورها في الحياة بكل جوانبها المختلفة. ومن هنا جاء هذا البحث ليعطي صورة واضحة عن دورها في ساحة القتال، حيث شكلت فيه المرأة حضوراً فاعلاً ومؤثراً، وقد حدد دورها هذا عن طريق التحليل والاستنتاج. وتم تقسيم البحث على ثلاثة مباحث رئيسة:تضمن المبحث الأول التعريف بالجهاد وذكر أمثلة قرآنية عن الجهاد، كما أخذت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيزاً في هذا المبحث بحيث شملت أحاديثه الجهاد بالنسبة للرجل والمرأة، أما المبحث الثاني فقد تناول فيه الباحث وقعة صفين بشكل موجز؛ الغرض منه إبراز أهم الأسباب التي أدت إلى تلك الواقعة، أما المبحث الثالث فقد تناول فيه الباحث الدور الجهادي للمرأة في تلك الواقعة بالسيف واللسان. المبحث الأولتعريف الجهادذكر الفراهيدي( ): "أن الجهاد أصله من الجهد، أي ما جهد به الإنسان من أمر شاق فهو مجهود والجهد لغةٌ بهذا المعنى. والجَهدْ: بلوغك غاية الأمر الذي لا تألوا عن الجهد فيه: تقول جهدت جَهدي واجتهدت رأيي ونفسي حتى بلغت مجهودي. وأجهد القوم علينا في العداوة. وجاهدت العدو مجاهدة، وهو قتالك إياه". وأضاف الأزهري( ): "إن الجهاد يعني الطاقة، تقول: هذا جَهدي، أي: طاقتي، وجَهدْته وأجْهدته بمعنى واحد". واتفق الجوهري( ) مع الأزهري في كون الجهاد يعني الطاقة عندما قال: "جاهد في سبيل الله مجاهدة وجهاداً والاجتهاد والتجاهد: بذل الوسع والطاقة". فيما ذكر الزمخشري( ) إن الجهد هو : "الغاية". وقد جمع ابن منظور( )هذه الآراء بقوله: "الجهاد محاربة الأعداء، وهو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل.... ولم يبق بعد فتح مكة هجرة لأنها صارت دار الإسلام، وإنما هو الإخلاص في الجهاد وقتال الكفار، والجهاد المبالغة واستفراغ الوسع في الحرب أو اللسان.....". وقد تناول العديد من العلماء مفهوم الجهاد بمعناه الاصطلاحي، فقد قال مالك( ): "الجهاد هو المبالغة في إتعاب الأنفس في ذات الله وإعلاء كلمته التي جعلها الله طريقاً إلى الجنة وسبيلاً إليها". وقال المقدسي( ): "الجهاد فرض كفاية، ومعنى فرض الكفاية إذا قام به من يكفي سقط عن سائر الناس وإن لم يقم به من يكفي أثم الناس كلهم". جاء ذلك طبقاً لما ورد في القرآن الكريم، حيث قال تعالى {َمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً...}( )، وبهذا يكون معنى الكفاية النيابة( ). وقال الصنعاني( ): "الجهاد هو بذل الجهد في قتال الكفار أو البغاة ابتغاء وجه الله عز وجل ولإعلاء كلمته". أضاف الشوكاني( ) قائلاً: "الجهاد فرض على كل مسلم، أما بيده، وأما بلسانه، وأما بماله، وأما بقلبه". وفي ضوء ما ورد أعلاه قال المدرسي( ): "الجهاد بذل أقصى الجهد في مواجهة طرف آخر، الذي قد يكون طرفاً خارجياً مثل الكفار أو داخلياً مثل النفس، حيث سمي جهادها بالجهاد الأكبر". وعلى هذا يكون الجهاد هو بذل أقصى الجهد والطاقة في قتال الكفار فعلاً أو قولاً، من أجل بلوغ غاية معينة تكمن في تنفيذ أوامر الله عز وجل وإعلاء كلمته، ويمكن لبلوغ هذه الغاية استعمال اللسان أو المال أو القلب، وهو فرض واجب على كل مسلم لكنه فرض نيابة أي إذا قام به قوم تحصل الكفاية بجهادهم. وعلى هذا يعد الجهاد قيمة سامية من قيم الإيمان الذي يتمثل في التصدي للدفاع عن الحق. ER -