TY - JOUR ID - TI - The culture of administrative corruption in Iraq ثَقَافَةُ الفَسَادِ الإِدَارِیّ فی العراق AU - Rabah Majeed Mohammad Al-Hayty رباح مجید الهیتی PY - 2017 VL - 47 IS - 71 SP - 465 EP - 854 JO - Adab AL Rafidayn اداب الرافدين SN - 03782867 26642506 AB - Culture is the main element of administrative corruption of all kinds; therefore, it is necessary to shed light on the human and the circumstances surrounding it as a basis for understanding administrative corruption, be it for the average client or the government employee or the worker in the private sector or the public or the official or the elite. Therefore, administrative, financial and political corruption can not be understood through regulations, regulations and management structure without understanding the human being and the culture of the society in which he lives, and the social, political and economic conditions that accompany him.

الثقافة هی العنصر الأساس للفساد الإداری بأنواعه؛ لذلک لابد من تسلیط الضوء على الإنسان والظروف المحیطة به کأساس لفهم الفساد الإداری، سواء أکان للشخص العادی العمیل أم الموظف الحکومی أم العامل فی القطاع الخاص أو العام أم المسؤول أم النخبة. لذلک لا یمکن فهم الفساد الإداری والمالی والسیاسی من خلال اللوائح والقواعد التنظیمیة وهیکلیة الإدارة دون فهم الإنسان وثقافة المجتمع الذی یعیش فیه، والظروف الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة المصاحبة له.وغالبا ما ینتشر الفساد الإداری عندما یتعرض المجتمع إلى هزات اجتماعیة، کالحروب والأزمات السیاسیة والاقتصادیة والاحتلال، وما ینتج عن ذلک عادة من تفکک وانهیار فی القیم الاجتماعیة، وغیاب القوانین وضعف الروادع الرسمیة، هذا الوضع یحفز بعض الأشخاص على استغلال هذه الظروف، وهذا الاستغلال ناتج عن ضعف الضوابط الاجتماعیة غیر الرسمیة، کالقیم والأعراف الاجتماعیة أو الرسمیة المتعلقة باللوائح التنظیمیة والقانونیة؛ لذلک نجد هذا الاستغلال عند الشخص العادی والموظف والمسؤول أو النخبة من أجل الإثراء على حساب المصلحة العامة، وهذا بدوره دلیل على تنامی الروح الأنانیة والنظرة المادیة للحیاة الطامحة للربح والثراء السریع.وقد أدّت الظروف الاجتماعیة والسیاسیة والاقتصادیة التی مرّ بها العراق إلى انهیار فی البناء الاجتماعی المتمثل بالقیم والمعاییر الاجتماعیة والقانونیة إلى انحلال الضوابط الأخلاقیة.وقد أدت العادات والتقالید الخاطئة والسلبیة إلى تمریر ثقافة الفساد وانتشارها، مستعینة بالظروف السیئة المصاحبة لها؛ فکانت موجّها للأفراد وبصورة شعوریة ولا شعوریة إلى تنامی الفردیة والأنانیة والمصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة، من أجل إرضاء طموح یصعب تحقیقه فی ظل بناء اجتماعی مستقر ومطالب شرعیة متدرجة، مما شجع على قبول ثقافة الفساد الإداری التی تبرر ممارستها للحصول على امتیازات، سواء أکانت مادیة أم غیر مادیة وبطرق غیر مشروعة، وکانت هناک صورا وأشکالا عدة لهذه الممارسات، ومن أشهر أذرع هذه الممارسات: الرشوة، والمحاباة، والتزویر، وبروز الولاءات العشائریة الضیقة الأخرى على حساب الولاء للوطن أو المصلحة العامة، وکانت هذه الممارسات مقبولة عند الکثیر من الناس، وذلک لوجود ما یبررها فی الحیاة الاجتماعیة؛ لذلک ازداد وتصاعد وانتشر الفساد بشکل ملفت للانتباه، مما أدى إلى الهتافات والتنبیه للحد منه أو منعه حتى من قبل ممارسیه، ونقصد النخبة؛ لأنه أصبح یسیر بشکل منهجی ومنظم ومدعوم فی مؤسسات الدولة وفی الشارع، وأصبح الفساد الإداری تقریبا هو الشائع والنزاهة تکاد تکون استثناء أو شواذا، إذ اعتاد المواطن فی حیاته الیومیة على الفساد الإداری. ER -