TY - JOUR ID - TI - ستائر لا تحجب الرؤى قصيدة القناع في شعر كاظم الحجاج: دراسة نقدية AU - اثير حميد محمد PY - 2010 VL - 9 IS - 17 SP - 87 EP - 101 JO - Misan Journal of Academic Studies مجلة ميسان للدراسات الاكاديمية SN - 1994697X 2706722X AB - المقدمة:
ان الوقوف على قصيدة القناع في شعر كاظم الحجاج هو وقوف عند معاناة العالم العربي ككل والعراقي منه على وجه الخصوص كون الشاعرعانى الآمرين من هذا الواقع الأليم الذي كان سائداً آنذاك.
هذه المعاناة تركت بصمة واضحة" في حياة الحجاج ومن ثم كانت انعكاساتها على قصائده حتى انه التجأ في بعض الأحيان إلى الرمز فضلا" عن قصيدة القناع للتعبير عن الخوف وسطوته في عصر سادت فيه سياسة كسر الأقلام وقص الألسن والتي طالما عانى منها شاعرنا ولكنها لم تقف حجر عثرة في طريق إبداعه وتوصيل ما أراد التعبير عنه من نقده الواقع ومحاولة الايحاء بحل للتناقضات التي تحيط به فهو يقول:
إني فتى" كالبرتقالة شاحب
والبرتقالة لا تخاف
لكنما..
يصفر وجه البرتقالة
كلما قرب القطاف!
فهو يشبه نفسه بالبرتقالة وهذا رمز لان دالة اللون تتحد مع دالة العنوان فاللون هو الأصفر واسم القصيدة هو (نضج) واللون الأصفر في البرتقال دلالة على نضجها بينما دلالته في الإنسان الخوف والضعف والوهن وبالتالي فأنه حينما اشترك باللون مع البرتقالة فأنه خائف من قرب القطاف والمعروف أن القطاف اخذ الشيء عنوة فهو يخاف من القتل وليس من الموت.
لقد كان هذا التوجه لكاظم الحجاج محط إعجابي بشعره فضلا" عن تأثري بإصرار الشاعر على التواصل مع شعره ومجتمعه وارتباطاته الوثيقة بكل التغييرات المحيطة به سواء أكانت سياسية منها أم اقتصادية أم ثقافية الآمر الذي جعله على نسق واحد منذ أن عرف شاعرا فهو الداعي للانقلاب والثورة ولم الشمل والتكاتف واللحمة بين أبناء الوطن وفي ذلك يقول:
يا قريتنا.... لمي أبناءك
أيا ما كانوا
في أي مكان
يا قريتنا
مجد الرمانة
حب... الرمان
وتقنية القناع تعد من الوسائل البارزة والمميزة التي يمتاز بها شعر الحجاج، وعن طريقها كان يتكلم عن كل ما جاشت به نفسه ومشاعره ومن ثم تفريغ همومه وتعويض الكبت الذي يعاني منه.
فالتناقضات التي كانت تدور حول الشاعر والتي سادت المجتمع وهي لاتخفى على القارئ كان لها تأثير كبير في شاعرنا وعليه فقد أثرت تأثيرا مباشرا في اسلوبه في كتابة القصائد المقنعه ، وبسبب من أن القناع آلية بارزة في شعر الحجاج رأيت التركيز عليه في هذا البحث.
وقد تدرجت في دراستي للقناع في شعر الحجاج من أول ديوان ((أخيرا تحدث شهريار)) وصولا إلى أخر ديوان ((ما لا يشبه الأشياء)) محاولا الوقوف عند أنواع الأقنعة متتبعا التطور الذي حصل من مجموعة إلى أخرى فوجدت إن الشاعر قد نوع من أقنعته وعليه فقد قسم البحث تلك الأنواع إلى متوارث أو مكتسب وقد وضعت ضمن هذا النوع القناع التاريخي ةالاسطوري لانهما يمثلان تراث الامة بغض النظر عن كونهما حقيقة او اسطورة ، ونوع جديد ظهر لنا في دراستنا وهو ما أطلقنا عليه القناع المبتدع أي الذي ابتدعه الشاعر لنفسه فهو أسلوب جديد على ما نعتقد، وقد وجدنا أن الشاعر قد أكثر من استعمال النوع الأول وذلك يعود إلى تأثره بالتراث والشعراء الذين سبقوه.
وقد حاولنا في بحثنا هذا أن لا نتوسع في الاستشهاد بالأمثلة والإكثار منها وذلك لاعتقادنا أن أغلبية تلك الأقنعة جاءت لتعالج قضية واحدة وهي نقد الواقع المعيش لاسيما السياسي منه ، وذلك لان الواقع السياسي له اثر كبير في كل الجوانب الأخرى الاقتصادية والاجتماعية ونقد ذلك الواقع قد يعرض صاحبه الى المساءلة والاعتقال والظلم بكل صورة وأشكاله وعليه نجد الشعراء لاسيما الحجاج منهم يلجأون في كتاباتهم وقصائدهم إلى القناع كونه الملاذ لهم والذي يستطيعون من خلاله ان يعبروا عما تجيش به أنفسهم وعليه فقد لجأنا إلى الاعتماد على نموذج واحد للتعبير عن كل نوع، فجاءت دراستنا قصيرة غير مطولة.

ER -