@Article{, title={الـعـاذلـة فـي الشعر العربي قبل الإسلام(دراسة في البنية ال‍موضوعية والفنية)}, author={مولود محمد زايد and عبد الحسين طاهر محمد}, journal={Misan Journal of Academic Studies مجلة ميسان للدراسات الاكاديمية}, volume={8}, number={15}, pages={39-67}, year={2009}, abstract={مقدمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجين، وبعد:
كان التفكير في هذا البحث ثمرة من ثمار نقاش طويل أداره أستاذنا الدكتور مصطفى عبد اللطيف جياووك في السنة التحضيرية في دراسة الماجستير وضمن محاضرات خصصها لدراسة الشعر العربي قبل الإسلام، وكم كنا نتساءل عن ماهية البواعث التي دفعت الشعراء الجاهليين إلى افتتاح جُلِّ قصائدهم ومقطعاتهم - أحياناً - بحوارات مكثفة يديرها الشاعر مع المرأة العاذلة، حينها حاولت أن اشبع تطلعاتي، حول هذه الظاهرة الأدبية – ببحث تمهيدي لأواجه به هذه التساؤلات التي تمخضت عن قراءة نصوص كثيرة من شعرنا العربي قبل الإسلام، وقد أتاح لي هذا البحث الصغير الكشف عن جوانب وطيدة الصلة بماهية الحوار وبواعثه العميقة وضروبه المختلفة المتساوقة مع عاطفة الشاعر ومدياته الرؤيوية لما يحيطه، عندها دونت شذرات مما توصلت إليه أملاً في مواصلة البحث في وقت لاحق حيث تسنح الفرصة للعودة إلى مصادر الشعر الجاهلي ومظانه وتأمل النصوص وأستكناه أسرارها وتلمس البنى الفكرية والفنية التي تثيرها القراءة الواعية لشعرنا القديم للوقوف على تواتر هذه الحوارات التي شكلّت مقاطع موحية ذات قدرة كبيرة على تجسيد تجربة الفنان، إذ تصب هذه التجربة في إطار تخليد الذات وضمن دائرة الرغبة الحقيقية في التشبث بالحياة ورفض هذا الشبح المطبق – الموت والفناء – ومما عمق هذا الشعور المأساوي أن الموت غادر خفي لا ينجو منه ناجٍ (والمرء ما عاش مخبوءٌ له قدر) على حد تعبير طرفة بن العبد.

أن القدرة التعبيرية لحوار العاذلة في الشعر الجاهلي ومدّها المتلقى بفيض من المديات الأشارية نحو هاجس الخلود حدا بكثير من الشعراء المخضرمين والإسلاميين ومن جاء بعدهم أن يتخذوا هذا المفصل البنائي والفكري في القصيدة العربية منهجاً يترسمون خطاه ويتبّعون إيماءاته.

} }