@Article{, title={الصحافة العراقية في عامين من 9 نيسان 2003 وحتى نيسان 2005}, author={Muayad Al-Khfaf مؤيد الخفاف}, journal={ALBAHITH ALALAMI الباحث الإعلامي}, volume={1}, number={2}, pages={43-65}, year={2006}, abstract={

شهد العراق بعد سقوط النظام في التاسع من نيسان 2003، وبعد انحلال الدولة العراقية، فوضى سياسية وحزبية لم يشهدها من قبل ولعبت قوات الاحتلال الامريكي طيلة السنتين الماضيتين دوراً اساسيا بتكريس وترسيخ واقع الفوضى وهذا الانحلال من خلال مجموعة من الاجراءات والسياسات الخاطئة التي اتخذتها في ادارة شؤون العراق، بدءا من تجاهلها للفوضى الامنية والتي لايزال يعاني منها العراقيون بعد مضي عامين كاملين على الاحتلال، وعدم اتخاذها أية خطوات جادة لاعادة الامن والنظام، مرورا بتفكيك معظم مؤسسات الدولة وأجهزتها، ومنها القرار الذي اصدره الحاكم المدني الامريكي للعراق بول بريمر في 2003/4/23 بحل وزارة الاعلام والغاء جميع الصحف العراقية وتسريح جميع العاملين في المؤسسات الاعلامية، واصبح العراق يعاني من فوضى اعلامية، تعددت فيه الاصدارات والمطبوعات، وتعددت الاحزاب والتنظيمات والحركات السياسية والدينية، وبلغ عدد الاحزاب المعلنة اكثر من سبعين حزبا وتنظيما اختلفت في توجهاتها وايدلوجياتها، واصدرت هذه الجهات العديد من الصحف التي تمثلها وانشأت العديد من الاذاعات والمحطات التلفزيونية المحلية والفضائية، وانبثق عهد جديد وجدت فيه وسائل الاعلام نفسها امام وضع لم تعهده من قبل حيث اتيحت في العهد الجديد اجواء من الحرية النسبية وتحررت وسائل الاعلام من القيود والتعسف التي كانت مفروضة عليها من السابق. لكن هذه الوسائل لم تتحرر كليا من القيود بعد زوال النظام السابق، ويتضح ذلك من الممارسات التي اتبعتها سلطات الاحتلال والافعال التي ارتكبتها وترتكبها والضغوطات التي تعرضت وتتعرض لها العديد من الصحف ووسائل الاعلام والقيود الجديدة التي فرضتها بشكل مباشر وغير مباشر خلال العامين الماضيين(1)، ومنها ممارسات التصفية والملاحقة والاضطهاد والتهديد والقتل للصحفيين والاعلاميين ففي الوقت الذي أقدمت فيقوات الاحتلال على غلق مكاتب بعض الصحف المناوئة للاحتلال نراها تدعم صحفا اخرى بشتى الوسائل والاغراءات وبشكل مباشر وغير مباشر.
ان الاوامر والتعليمات والممارسات والقيود التي اصدرتها ومارستها سلطات الاحتلال خلال العامين المنصرمين، يوضح حقيقة منهجها في الحد من حرية التعبير على الرغم من كثرة ادعاءاتها بتوفير اجواء الحرية والديمقراطية وصيانة حرية التعبير، والتي توفرت بعد سقوط النظام ولكن بشكل نسبي وانتقائي ووفق معايير وضوابط تخدم مصالح سلطات الاحتلال والتي لا يسمح بتجاوزها ومع ذلك وبعد انقضاء عامين من الفوضى الصحفية التي عاشها العراق، فأن ملامح جديدة بدأت تظهر في بعض الصحف لارساء معالم خاصة بها واثبات هويتها وخصوصيتها وهذا ما يتضح من استقرار صدور بعض الصحف وتزايد عدد قرائها وانحسار صحف اخرى.
جاء البحث في ثلاثة مباحث تناول المبحث الاول واقع الاعلام العراقي في عامين من 9 نيسان 2003 وحتى نيسان 2005، ومن ثم تناول الصحافة العراقية في العامين المنصرمين وتصنيفها واهتماماتها وواقع نقابة الصحفيين العراقيين. وعرض تجربة الصحافة العراقية في تغطية الحملة الانتخابة التي جرت في 31 كانون الثاني 2005 وتناول المبحث الثاني الصحافة العراقية والدستور الدائم والضمانات التي يمكن أن يعتمدها الدستور لضمان حرية التعبير وتأمين المعلومات. اما المبحث الثالث فقد تناول امكانية تطوير الصحافة العراقية من خلال تشجيع منظمات المجتمع المدني في مجال الصحافة والاعلام وتشجيع الصحفيين ورفع امكانياتهم المهنية ودعم الصحافة المستقلة، ثم تناول ضرورة كشف التجاوزات والاعتداءات على حرية العمل الصحفي في العراق، وما ستكون عليه الصحافة العراقية مستقبلا.

} }