TY - JOUR ID - TI - السلطة السياسية العربية ودورها في تكنولوجيا السلوك الاجتماعي وترويضه AU - Mahmoud Muhamad Selman محمود محمد سلمان PY - 2011 VL - 3 IS - 13 SP - 28 EP - 64 JO - ALBAHITH ALALAMI الباحث الإعلامي SN - 19958005 26179318 AB -

يتوقف مستقبل الديمقراطية ، في أية دولة ، على مسار تجربتها السياسية ، وما تتمخض عنه من نتائج ، في مجال المشاركة السياسية ، وحقوق الانسان ، والأمن والتنمية . كما يتوقف مستقبل الديمقراطية ايضاً ، على العلاقة القائمة بين المجتمع – بمؤسساته البنيوية – والنظام الحاكم – بممارساته السلطوية – داخلاً وخارجاً – فضلاً عن الروابط والانتماءات التي تعكس الغاطس الاجتماعي لتوجهات الافراد والجماعات ، وانتماءاتهم وولاءاتهم المرجعية .
وبينما تدعو الديمقراطية ، الى ضرورة مشاركة جميع المواطنين ، البالغين – المؤهلين سياسياً – في تحديد نوعية نظام الحكم في بلدانهم ، نجد أن جل الانظمة السياسية العربية – أن لم نقل كلها – تتنكر لمثل هذه الحق على مواطنيها ، او الحد منه الى درجة الالغاء ، رغم ادعاءات ممارسة الديمقراطية . وتعطي هذه الانظمة الاولوية لاحتياجاتها ، تاركة احتياجات المواطنين ، في المواقع الدنيا من سلم الأولويات ، بل أن هذه الأنظمة تسعى – غالباً – الى قمع المعارضة ، او حتى استئصالها ، والتصدي لأية محاولة تستهدف تعديل النظام ، او المساس بقياداته .
مما تقدم ، يتبين دور السلطة السياسية العربية الفاعل في تشكيل السلوك الاجتماعي – التفكير بالانابة – وصياغة الانسان العربي – صناعته ونمذجته – على وفق رهاناتها ومصالحها ، وذلك باعتماد آلية التصيير الاجتماعي – تطويع ، فتطبيع / فخضوع ، فخنوع / فتسيير ، فتصيير – التي تعتمد الارغام والاكراه ، في اعداد المواطن بدلاً من آلية التنشئة الاجتماعية التي تعتمد الاقناع وسيلة للأعداد الاجتماعي للمواطن العربي ، ومثل هذا ما يسهم في تقنين السلوك الاجتماعي وترويضه بما يتناسب واهداف السلطة السياسية العربية ومراميها .
هذا وبغية الكشف عن ذلك الدور آلينا أن لا نقتصر في معالجة الموضوع على القراءة الموضوعية وتوصيف الظاهرة المدروسة وتحليلها حسب انما اعتماد مقياس يكشف عن ميكانزمات السلطة السياسية العربية وفق تقنية مقياس الدلالة للعالم (جارلس اوزكود osgood) ، أذ تمت صياغة مجموعة من المفاهيم ، التي تعبر عن ممارسات السلطة السياسية العربية ، وأخضاعها لتقنية المقياس المذكور ، والحكم عليها في ضوء مدى مقبوليتها او مرفوضيتها من قبل المواطنين .
نأمل أن نكون قد وفقنا في تسليط الضوء على موضوع ، كان هاجس المواطن العربي ، سالفاً وراهناً وربما مستقبلاً ، وتحقيق الأهداف المرجوة التي من اجلها اعد هذا البحث .
ER -