@Article{, title={دور العقل في استنباط الأحكام الشرعية - دراسة تحليلية دور العقل في استنباط الأحكام الشرعية - دراسة تحليلية}, author={بلاسم عزيز شبيب الزاملي بلاسم عزيز شبيب الزاملي}, journal={Journal of Misan Researches مجلة ابحاث ميسان}, volume={8}, number={16}, pages={226-258}, year={2012}, abstract={للعقل مكانة مرموقة في الديانات السماوية, فهو أول مخلوق خلق من الروحانيين، كما قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (أن الله خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين)، وجعل العقل محورا للثواب والعقاب كما جاء في الحديث(إن الله أول ما خلق العقل فقال له: أقبِل فأقبَل، ثم قال : أدبِر فأدبَر، فقال إياك آمر وإياك أنهى، وبك اُثيب وبك اُعاقب).ويُعد العقل الرسول الباطني الذي يرشد الانسان الى محاسن الأفعال، و يُعد النبي والرسول عليهم السلام الرسول الظاهري الذي يبلغ الرسالات السماوية.وجَعلت الشرائع السماوية سيما الشريعة لاسلامية العقل شرط في صحة المعاملات والعبادات والايقاعات والاحكام، ومن لا عقل له لا يكلف بعبادة، ولا العملية، أو الملازمات غير المستقلة، وهذا يعدّ إبهام في موضوعه، وقد دخل الدليل العقلي حيّز التدوين والبحث بعنوان دليل مستقل، في القرن الحادي عشر الهجري، عندما أثار الأسترآبادي نقاشاً فيه، حيث منع من حجيته، بل وقال بضلالة من قال به، وحصر إمكان اخذ أحكام الشريعة من القرآن والسنة، بل والجمود علىٰ الأخبار لذا سمي مسلكه بالإخباري( )، مما دفع بمن قال بحجية الدليل العقلي بالرد عليه، ومن تصح منه معاملة، ولا يقع منه إيقاع، ولا تطبق عليه بعض الاحكام كالقصاص مثلاً.وقد وردت روايات كثيرة جدا في هذا الباب، ورواها أكثر المحدثين، وقد جمعها الكليني في اصول الكافي بمجلد كامل. واعتقد أغلب الإمامية أن العقل أحد مصادر التشريع، إذ اعتقدوا أن العقل كاشف ومدرك للأحكام الشرعية فيما لا نص فيه، والمراد من العقل هنا هو العقل المجرد الذي يكشف ويدرك المفاهيم الكلية المجردة، كإدراك حسن العدل وقبح الظلم، لذا قالوا: إن الحسن والقبح عقليان.وأما المفاهيم الجزئية المصداقية غير المجردة لا يمكن للعقل إدراكها إلّا بمساعدة الحواس، وبهذا يختلف المنهج العقلي عند الإمامية عن المنهج العقلي عند أبي حنيفة وبقية مذاهب المسلمين، حيث تقرر في منهجهم العمل بالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة وغيرها، واعتمدوا في حجية هذه المفاهيم على العقل غير المجرد المستعمل في إدراك المفاهيم الجزئية، وبما أنها معتمدة علىٰ الحواس فهي قابلة للخطأ، فهي ظنية؛ لأنها لا تعتمد علىٰ العقل المجرد، بل تعتمد علىٰ عقل المجتهد المتأثر بالحواس، ومخزونات الذهن العرفية والمذهبية والأمور الشخصية، بل وبالفهم غير الصائب، لذا نهى أهل البيت(عليهم السلام) عن العمل بمثل هذا الاستنتاج، وأما ما يحصل من العقل المجرد، الذي ذهب الإمامية الإثنا عشرية إلىٰ حجيته فلم يرد فيه نهي.والدليل العقلي علىٰ أهميته، واعتقاد الإمامية بدلالته القطعية، لم يدوّن في كتاب مستقلّ، ولم يلحظ بوضوح وتحت عنوان بارز ومستقل في كتب القدماء، واكتفوا بالإشارات لذلك.ويُعتقد ذلك لبداهته، ووضوح دلالته وقطعيته من حيث المفهوم الكلي المجرد، ولكن عند تتبع كلماتهم نجدهم يختلفون في تحديد موضوعه سعةً وضيقاً، فالبعض ادخل فيه الأصول هنا ظهرت فكرة الأصوليين مقابل الإخباريين. المبحث الأول: معنى الدليل العقلي و موضوعه وغايته:المطلب الأول:معنى الدليل العقلي

للعقل مكانة مرموقة في الديانات السماوية, فهو أول مخلوق خلق من الروحانيين، كما قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (أن الله خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين)، وجعل العقل محورا للثواب والعقاب كما جاء في الحديث(إن الله أول ما خلق العقل فقال له: أقبِل فأقبَل، ثم قال : أدبِر فأدبَر، فقال إياك آمر وإياك أنهى، وبك اُثيب وبك اُعاقب).ويُعد العقل الرسول الباطني الذي يرشد الانسان الى محاسن الأفعال، و يُعد النبي والرسول عليهم السلام الرسول الظاهري الذي يبلغ الرسالات السماوية.وجَعلت الشرائع السماوية سيما الشريعة لاسلامية العقل شرط في صحة المعاملات والعبادات والايقاعات والاحكام، ومن لا عقل له لا يكلف بعبادة، ولا العملية، أو الملازمات غير المستقلة، وهذا يعدّ إبهام في موضوعه، وقد دخل الدليل العقلي حيّز التدوين والبحث بعنوان دليل مستقل، في القرن الحادي عشر الهجري، عندما أثار الأسترآبادي نقاشاً فيه، حيث منع من حجيته، بل وقال بضلالة من قال به، وحصر إمكان اخذ أحكام الشريعة من القرآن والسنة، بل والجمود علىٰ الأخبار لذا سمي مسلكه بالإخباري( )، مما دفع بمن قال بحجية الدليل العقلي بالرد عليه، ومن تصح منه معاملة، ولا يقع منه إيقاع، ولا تطبق عليه بعض الاحكام كالقصاص مثلاً.وقد وردت روايات كثيرة جدا في هذا الباب، ورواها أكثر المحدثين، وقد جمعها الكليني في اصول الكافي بمجلد كامل. واعتقد أغلب الإمامية أن العقل أحد مصادر التشريع، إذ اعتقدوا أن العقل كاشف ومدرك للأحكام الشرعية فيما لا نص فيه، والمراد من العقل هنا هو العقل المجرد الذي يكشف ويدرك المفاهيم الكلية المجردة، كإدراك حسن العدل وقبح الظلم، لذا قالوا: إن الحسن والقبح عقليان.وأما المفاهيم الجزئية المصداقية غير المجردة لا يمكن للعقل إدراكها إلّا بمساعدة الحواس، وبهذا يختلف المنهج العقلي عند الإمامية عن المنهج العقلي عند أبي حنيفة وبقية مذاهب المسلمين، حيث تقرر في منهجهم العمل بالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة وغيرها، واعتمدوا في حجية هذه المفاهيم على العقل غير المجرد المستعمل في إدراك المفاهيم الجزئية، وبما أنها معتمدة علىٰ الحواس فهي قابلة للخطأ، فهي ظنية؛ لأنها لا تعتمد علىٰ العقل المجرد، بل تعتمد علىٰ عقل المجتهد المتأثر بالحواس، ومخزونات الذهن العرفية والمذهبية والأمور الشخصية، بل وبالفهم غير الصائب، لذا نهى أهل البيت(عليهم السلام) عن العمل بمثل هذا الاستنتاج، وأما ما يحصل من العقل المجرد، الذي ذهب الإمامية الإثنا عشرية إلىٰ حجيته فلم يرد فيه نهي.والدليل العقلي علىٰ أهميته، واعتقاد الإمامية بدلالته القطعية، لم يدوّن في كتاب مستقلّ، ولم يلحظ بوضوح وتحت عنوان بارز ومستقل في كتب القدماء، واكتفوا بالإشارات لذلك.ويُعتقد ذلك لبداهته، ووضوح دلالته وقطعيته من حيث المفهوم الكلي المجرد، ولكن عند تتبع كلماتهم نجدهم يختلفون في تحديد موضوعه سعةً وضيقاً، فالبعض ادخل فيه الأصول هنا ظهرت فكرة الأصوليين مقابل الإخباريين. المبحث الأول: معنى الدليل العقلي و موضوعه وغايته:المطلب الأول:معنى الدليل العقلي} }