TY - JOUR ID - TI - القرآن الكريم بين ديمومة اللغة العربية وتحديات العصر AU - م.د.حيدر صاحب شاكر PY - 2013 VL - 3 IS - 1 SP - 519 EP - 566 JO - Al-Bahith Journal مجلة الباحث SN - 22223002 2790220X AB -

حمداً لا انقطاعَ لفضله ، ولا إقلاع لسحائبه ، حمداً يكون لإنعامه مجازياً ، ولإحسانه مُوازياً ، وإن كانت آلاؤُه لا تجازي ، ولا توازي ، حمدا لله الذي جعل كتابه الحبل الممدود ، وعهده المعهود ، وحُجَّتُهُ الكبرى ، وَمَحَجَّتُهُ الوُضْحَى ، فضائل القرآن ، لا تستقصى في ألف قِرَان ، الحمد لله الذي أنزل القرآن هداية للعباد ، واختار لوحيه المصطفى سيِّدُّ من نطق بالضاد وجعله بلسان قومه ليعقلوه وأمره أن يبينـه لهم ليفقهوه ، والصلاة والسلام على أفصح العرب لساناً وأبلغهم بياناً ، حبيبنا محمد نبيُّ الله وصفوته وخيرته من بريته ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد فإن الله تعالى جعل لغة العربطريقاً إلى تعقل القرآن وفهمه ، فقال سبحانه:﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾[الزخرف: 3] ، فمن سلك هذا الطريق بلغ من كتاب الله المراد ، ومن أعرض عنه أو تهاون فيه أضاع سبيل الرشاد ، وتفرقت به سبل الفساد ،وقال في القرآن برأيه وتبوأ مقعده من النار بسعيه، ومن أجل فهم كتاب الله وفقههاجتهد أئمة الإسلام من أهل فطرة اللسان العربي في تعليم هذه اللغة الشريفةلتلاميذهم ، تلك اللغة التي أبهرت العقول ، ويسَّرت النقول ، واخترقت القلوب ، فبذل العرب وغيرهم كل ما يطيقون في سبيلها ، وجدّوا في تدوينهاوضبطها واستقصاء قواعدها وشواهدها ، وفصَّلُوا علومها حتى فاقت كل لغات أهل الأرض وغداكل علم منها معيناً رويّاً بل بحراً لجيّاً، بفضل القرآن أدام عزَّها ، ورفع شأنها ، وأحكم بنائها ، ولأجل ذلك جاء بحثي الموسوم : (( القرآن الكريم بين ديمومة اللغة العربية وتحديات العصر)) ER -