TY - JOUR ID - TI - Recitative Structure in the Poetry of Imri' Al-Qays Analysis Study البُنى السَّردية في شعر امرئ القيس دراسة تحليلية AU - Oras Nsaif Jasim أوراس نصيف جاسم محمد PY - 2012 VL - 23 IS - 3 SP - 820 EP - 855 JO - Journal of the College of Education for Women مجلة كلية التربية للبنات SN - 16808738 2663547X AB - There is no doubt that the narrative form is a mixture of many elements that it becomes so hard to differentiate between them. Thus, to differentiate between those elements we must understand the job of every element; and that is the structure of narrative form in the artistic frame of the old Arabic poem. Poetry, as the readers confirm, is strongly related to a lot of arts. The rhetorical form is related to the art of drawing and photography, the rhythm- the core of poetry- is related to music, its structure to the art of architecture, its tension to drama as it consist of internal conflict between its elements and ingredients, and the poetry has a narrative element which relates it to the art of narration and its presentation of characters and the rapid description of the events and scenes. We might agree with Dr, Hateem Al- Saqer, that the narrative vision that is based on the structural narrative was not a phenomenon in the exact sense in the Arabic poetry before the wave of modernity in poetry, ( drama is not a passing or rapid excitement. And as a result there isn’t much emotional agitation, nor exhausted picture with obvious meanings, but it is a tension which results in rich presentation and sound, picture, and full expression on a consciousness level. The narrative drama produce, on a narrative and events level, a series of incidents and situations, and determine the narrative pronouns, and the place and time specification). To agree with the above opinion does not change the fact that we are not looking for the merging of narration and poetry and the result is a new literary form which is neither poetry nor narration, but we are searching for the narrative form in the Arabic poetry, and that is what we will be discussing in this study.This study is divided into three chapters and a conclusion. Chapter one gives a background on the narrative form and its job. It is divided into three sections. Section one deals with the narration form and the narrator. Two concentrates on the employments of the narrative structure. The third section deals with poetic language and its job. Chapter two deals with the elements of the narrative fiction, and it includes four sections. Section one deals with the plot and its structure. Section two concentrates on the characters. Three deals with the time technique, and the fourth section with the time technique. Chapter three concentrates on the factious narration techniques, and is divided into two sections, section on deals with the dialogue and kinds of speeches; which includes the direct, direct subjective speech, the free indirect speech, and the narrative speech. The second section tackles the descriptive form and its kinds.The conclusion sums up the findings of the study.

مما لا خلاف فيه أن العمل السردي هو كلٌ تتداخل وظائف عناصره أحياناً حتى ليصعب تحديدها بمعزل عن بعضها البعض، وعليه فعزل العنصر ليس إلا من أجل الوصول إلى فهم أفضل لوظيفته، وبالتالي للعمل في كليته، وهكذا بنية السرد في الهيكل الفني لجسد القصيدة العربية القديمة. والشعر- كما يؤكد قراؤه- على صلة وثيقة بالكثير من الفنون، فالصور البيانية تمد قناةً دافقة بينه وبين التصوير والرسم، والإيقاع- وهو سمة جوهرية في الشعر- يشد أواصره إلى الموسيقى بشكل عام، وبنيته- مهما تنوعت وقامت على جماليات الوحدة أو التجاور- تربطه بالهندسة المعمارية بشكل أو بآخر، ويصله توتره بالدراما على أساس ما فيه من تصارع داخلي بين العناصر والمكونات، ويتضمن الشعر من عناصر السرد ما يصله بفن القص وأنماط السرد فيه على مستوى تجسيد الشخصية أو التصوير الخاطف للأحداث والمشاهد.وربما نتفق مع الدكتور حاتم الصكر في أن الرؤية الدرامية التي تقوم على الخطة السردية البنائية لم تكن ظاهرة بالمعنى الدقيق لها في الشعر العربي قبل موجة الحداثة الشعرية، (فالدرامية ليست انفعالاً عابراً وسريعاً، وبالتالي لا تنتج لغة ذات هيجانات عاطفية متكررة، وصور مستهلكة ذات دلالات شائعة، تستفيد من ترسيخها في المتلقي من خلال النوع نفسه، بل هي توتر يكون سبباً في إبراز غنىً وامتلاءٍ صوتي، وتصويري، وتعبيري، على مستوى الشعور والوعي، كما تفرز الدرامية على مستوى الحدث وأفعال السرد، سلسلة من المواقف والحالات، وتحدد ضمائر السرد، وتعيينات الزمان والمكان)(1).إلا أن اتفاقنا مع هذا الرأي لا يغير من حقيقة أننا لا نبحث عن اندماج السرد بالشعر مما ينتج والحال هكذا نوعاً أدبياً جديداً ليس شعراً وليس سرداً، إن ما نحن بشأن البحث عنه هو صدى السردي في الشعري، لأن النص الشعري (وإن تداخل مع السردي لا يتبنى خطاباً سردياً متكاملاً، ربما يشي ببعض عناصر السرد أو يوحي ببعضها الآخر، ولكن عادة ما تكون تلك العناصر متقطعة، أي محدودة النمو ومنحسرة التفاعل بسبب من طبيعة القصد الإيحائي للشعر)(2).ولعل ابتعاد الشعر العربي القديم- ولاسيما الشعر الجاهلي- عن توظيف السرد الموضوعي في شعره يعود في أحد أسبابه إلى (البيت المستقل، لأن السرد يتطلب منه أن يجعل القصيدة وحدة واحدة وليس أبياتاً مستقلة بعضها عن بعض، وفضلاً عن ذلك فإن هيمنة الغنائية والذاتية على الشعر العربي القديم جعلت الشاعر لا يخرج عن ذاتيته حتى في السرد، إذ أن كل شيء يترشح عبر الأنا الشاعر، وإن حضور السرد أو بعض عناصره في القصيدة العربية القديمة لا يعني إكساب صفة الموضوعية على القصيدة العربية ومن ثمّ الخروج عن غنائيتها، وذلك لأن السرد لم يكن مقصوداً لذاته، بل إنه يوظف لمصلحة الأغراض الشعرية الكبرى للقصيدة العربية كالمديح والهجاء والفخر، وإن السرد في القصيدة العربية القديمة هو بنية جزئية ضمن مجموعة بنى في القصيدة الواحدة)(3)، لذا فإن أهمية السرد في الشعر تكمن في جعل القصيدة أكثر أهمية وغنىً وقدرة على حمل أفكار الشاعر وتجارب الآخرين من حوله.ومما لا جدال فيه لدى الكثيرين أن الفكر- رحم البنى السردية- (ليس عنصراً تأباه طبيعة الشعر وترفضه، لما يتميز به من خاصية موضوعية غالباً، وإنما صار التلاحم بين الشعور والتفكير هو المسلّمة الأولى لكل عمل فني، سواء أكان شعراً أم سواه، فإذا كان الشعور ترجماناً مباشراً عن الذات فإن الفكر هو الإطار الموضوعي الذي يضم هذا الشعور)(4).ويختلف البناء الحدثي للسرد في الرواية والقصة عنه في الشعر، إذ أنه يتميز في الأولى بتعدد الحوادث والشخوص وتتابع جزئيات الحبكة وصولاً إلى لحظة انفراج الصراعات أو ما يسمى (لحظة التنوير النصي) التي تعقبها النهاية في أغلب الأحايين، أما في الشعر فتكون فيه بنية السرد مكثفة وممتدة على النسيج الشعوري للراوي/ الشاعر، فهي تختزل الكثير من عناصر السرد. فالحبكة في الشعر يمثلها الصراع النفسي المحتدم المتنامي في نفس الشاعر وتزايده وصولاً إلى النقطة التي يهرب فيها الشاعر من انسحاق أحلامه على أرض الواقع المرير ويخفض توتره المتصاعد من خلال إعلانه الاستسلام أمام قوى الطبيعة وسننها الصارمة، أو باللجوء إلى استرجاعاته الذاتية في ذكرياته السعيدة ومكانه الأليف.وإذا كانت القصص الشفوية(5) بوصفها نثراً فنياً قد سبقت الشعر في تمتعها بآليات السرد وعناصره فمن الطبيعي أن تنتقل هذه العناصر إلى بنية الشعر الفنية مع كثير من الإيجاز نظراً لطبيعة الشعر الإيحائية الحافلة بالانفعالات وخلاصة التجارب الشعورية الذاتية أو التي أُمليت على الشاعر بوساطة اللاشعور الجمعي فأصبحت القصيدة (وحدة في بنية متكاملة تمثل حياته ومغامراته الإنسانية في سبيل استكشاف الحقيقة أو مجموعة العناصر الجوهرية)(6).أما فيما يتعلق بميدان دراستنا (شعر امرئ القيس) موضوع البحث فتتوزع فيه تقنيات السرد المختلفة رغم الطابع الغنائي المهيمن عليها- وإن هي إلا أنموذج لما يتصل بالشعر الجاهلي قاطبة- فنرى السرد والحوار المسرود .....الخ، وقد يجتمع السرد مع الوصف ليكون صوراً سردية في بناء محكي(7). وقد لا تستقطب القصيدة الواحدة حدثاً واحداً نامياً بصراع وحبكة وحوار، ولكننا ننطلق في هذا البحث من مسلمة تقول: إن السردية تتحكم في كل خطاب مهما كان نوعه(8).وعليه فإن هذه الدراسة تتبنى وجهة النظر التي لا تشترط تبني القصيدة قصة أو حكاية مستوفية شروط الفن القصصي وعناصره كالشخصيات والأحداث والزمان والمكان وغيرها، حتى تعد قصيدة قصصية أو سردية، بل يكفي حضور بعض تلك العناصر لإضفاء هذه الصفة على شعر امرئ القيس، لأنه مهما قيل عنه يبقى ذا طبيعة إيحائية تحتم عليه أن يجعل نمو عناصر السرد فيه محدوداً، وبعبارة أدق: تعنينا تلك الاستعانات التي تتخذ مظاهر سردية في الشعر بعد أن تنصهر في بنيته. ER -