TY - JOUR ID - TI - التصحيف والتحريف وما ينشأ عنه من اختلاف في الحديث الشريف AU - مازن مزهر إبراهيم الحديثي PY - 2012 VL - 3 IS - 13 SP - 936 EP - 965 JO - Anbar University Journal of Islamic Sciences مجلة جامعة الأنبار للعلوم الإسلامية SN - 20716028 27068722 AB -

الحمدُ لله الذي بنعمتهِ تتم الصالحات, والصلاةُ والسلامُ على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الذين ساروا على نهجه واتبعوا ملته فرفع الله ذكرهم في الحياة وبعد الممات.أما بعد: أخيراً بعد هذه الرحلة المباركة في رحاب العلم، وبين أهله، تم انجاز هذه البحث بعونِ الله تعالى وتوفيقهِ, وعشت معه في رحلةٍ ممتعةٍ لا تخلو من معاناةٍ أحتسب أجرها عند الله تعالى, وأستعين به على إيراد خلاصة ما توصلت إليه فيه بالنقاط البارزة التالية:1-علم التصحيف والتحريف فن جليل, وإنما يحققه الحذاق من العلماء, فأهميته كبيرةولا غنى لكل عالم أو دارس عن تعلمه ومعرفته وخصوصاً دارس العلم الشرعي وعلى وجه الدقة دارس السنة النبوية وعلوم الحديث عموماً, فالجهل به يوقع صاحبه بأخطاء كثيرة وشنيعة, فأهميته كبيرة جداً؛ فهو واحد من الطرق والعلوم التي يستخدمها المحدثون في تنقية وتصفية الأحاديث النبوية الشريفة مما يقع فيها من شوائب نتيجة للتغيير والتبديل والخطأ في بعض كلمات أسانيدها أو متونها مما يعين على الوقوف على الأسماء والألفاظ الحقيقة التي تم تصحيفها وتحريفها ومعرفة المراد منها قبل أن يشوبها التصحيف والتحريف. فنرجع الكلمة إلى لفظها الصحيح فنعرف معناها المراد ونفهم مبتغاه.2-التصحيف: هو تغيير في نقط الحروف أو حركاتها مع بقاء صورة الخط. ويعرف أيضاً تحويل الكلمة من الهيئة المتعارفة إلى غيرها أي هو تغيير لفظ الكلمة وإبداله بلفظ غيره مع بقاء أصل شكل الكلمة فالتغيير بسيط, ويطرأ على الكلمة بسبب تشابه الحروف أو الحركات في الكلمة فبعض الحروف متشابه في شكلها إلا أنها تختلف في تنقيطها كالحا والخاء والجيم والدال والذال والراء والزاي ... الخ, أو بسب تغيير في بعض الحركات كالفتحة والضمة والكسرة.3- التحريف: تغيير وتبديل الكلام وقد يكون بزيادة حرف أو حروف فيه أو نقصها منه أو بتبديل وتغيير بعض الحروف أو الكلمات مكان بعض فيتحول اللفظ على صورة غير مرادةفتتبدل إلى كلمة أخرى مقاربة من لفظ الكلمة الأصلية إلا أن بناء بعض حروفها فيه اختلاف مع الأصل, فهو إذن يكون في بناء شكل الحروف.فنلحظ أن بين تعريفهما عموم وخصوص, فمجرد التغيير بأي صفة كان يسمى تصحيفاً عند البعض، ويخصّه البعض بالتغيير بالنقط فقط.4- نجد أن بعض العلماء لم يفرق بين التصحيف والتحريف فعدوهما بمعنى واحد أي أن أي تغيير أو تبديل في الكلام يعدوه تصحيفاً وتحريفا بلا فرق, وهذا نجده عند أكثر القدماء. أما جمهور العلماء المتأخرين فقد فرقوا بينهما على التعريف الذي ذكرته أول الخاتمة. 5- قسمه أكثر العلماء إلى تقسيمات مختلفة, وأشهرها إلى ستة أقسام هي: وتصحيف وتحريف: 1- الإسناد 2- المتن 3- السمع 4- البصر5- اللفظ 6- المعنى.وبعضهم الآخر قسمه إلى تقسيمات أخرى أكثر تشعبا وتفرعا وإطالة من غير جدوى.ومن إطلاعي واستقرائي لما وقع من تصحيف وتحريف وجدت أنه من الأرجح تقسيمه إلى قسمين رئيسين: 1- التصحيف والتحريف في المتن. 2- التصحيف والتحريف غي السند. فإنه إذا وقع في الحديث النبوي الشريففلا يخلو وقوعه إما أن يكون في أسماء رجال السند أو في ألفاظ المتن ولا احتمال ثالث لهما؛ فعليه ارتأيت هذا التقسيم وأراه أكثر دقة ومطابقة لمنهج البحث العلمي السليم, وتبسيطا للأمور ومراعاة للدقة في التقسيم وعدم تحميل الأمر أكثر مما يستوجب. وتتفرع عن هذين القسمين الرئيسين أربعة فروع هي: تصحيف وتحريف: 1- بالسمع 2- بالبصر 3- باللفظ 4- بالمعنى.وتكون هذه الفروع الأربعة مشتركة بين القسمين الرئيسين: تصحيف وتحريف (السند والمتن).ويعتبر قسم تصحيف وتحريف السند أي (أسماء الرجال) وهو اشد الأقسام سوءا وضررا؛ وذلك لأنه يؤدي إلى الاشتباه في أسماء رجال السند مما يؤدي إلى تغيير وتبديل الرجل الثقة المتقن الضابط لروايته بآخر قد يكون ضعيف أو مردود الرواية أو العكس6-هذا العلم يكاد يعنى ويدخل في كل العلوم والأدب، حيث ان مداره القرآن الكريم وتفسيره، والأحاديث النبوية الشريفة من أسانيدها ومتونها، والشعر، والنثر، وغيرها من علوم يقع فيها التصحيف والتحريف؛ فكثير من الناس يقع في الخطأ والنسيان والتصحيف والتحريف إلا قلة من الناس ممن عصمه الله من الخطأ والنسيان؛ فألف وكتب فيه أهل العلم كثيراً فبعضهم أفرده بكتاب مستقل وبعضهم جعله ضمن كتاب معين يختص بعلوم الحديث أو نحوه من العلوم.7- إن السبب الرئيس لتسمية هذا العلم بهذا الاسم هو أن بعض من يأخذ الحديث النبوي والعلم من بطون الكتب والصحف لا من أفواه العلماء فقد يخطأ في فهمه للحديث. فهذا الأمر يؤدي إلى وقوع الشخص بالتصحيف أو التحريف, وكذلك لغفلة بعض الرواة أو ضعف فطنته أو ذكائه أو تركيزه أو بعضاً من حواسه كسمعه أو بصره أو ضعف ضبطه وحفظه، أو بسبب عدم مراجعة ومذاكرة ما يحفظه فيمر عليه الوقت الطويل من غير مذاكرةٍ له فينسى أو يتوهم أو يخلط فيما يحفظه فعندما يسمع أو يقرأ حديثا نبويا تحصل له أوهام فيه.8-إن ما وقع من تصحيف أو تحريف من بعض الرواة لم يكن عن قصد وعمد بل وقع لما ذكرت من أسباب سابقة. 9-قال أكثر المُحَدِّثين بتصحيح ما وقع من التصحيف والتحريف رواية. وقال أكثر المُحَدِّثين: بعدم جواز تصحيح التصحيف والتحريف كتابةً, بل يشار إلى التصحيح بالهامش. ER -