@Article{, title={العراق ودول الجوار .... أهداف ومصالح}, author={د. حيدر علي حسين}, journal={AL-Mostansiriyah journal for arabic and international studies مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية}, volume={}, number={33}, pages={1-23}, year={2011}, abstract={

مثل العراق على مدى عقود طويلة موضع اهتمام إقليمي، دولي وتقاطعت فيه المشاريع الكبرى، وبنيت عليه الرهانات المتفاوتة، التي تغيّرت بتغيّر اللاعبين، محليًّا وإقليميًّا.
وبين تأسيس الدولة الحديثة في العراق، في عشرينيات القرن الماضي ويومنا هذا، تغيّر كل شي تقريبًا في النظام الإقليمي العربي. بيد أن إشكالية موقع العراق، ودوره في هذا النظام، ظلت قريبة من جوهرها، الذي بدت عليه لأول مرة.
واليوم، تبدو تجاذبات العراق الاقليمية، وكأنها تؤسس لمناخ جديد يحدد اهداف ومصالح الدول فيه من اجل الاسهام في تكوين بيئته السياسية الداخلية وتوجاته الخارجية وتسعى دول الاقليم الى أخذ زمام المبادرة، والتحرك باتجاه يؤكد دورها وحضورها في تشكيل المشهد العراقي
ويمكن النظر إلى العراق باعتباره قوة متوسطة في محيطه الإقليمي، بدوائره الثلاث: الخليجية والعربية والشرق أوسطية. وهنا تبدأ إشكالية دوره وموقعه ومصالح واهداف دول الجوار فيه.
فقد أشر العام 2003 حدوث تحول سياسي واستراتيجي جذري ادخل المنطقة والنظام الاقليمي العربي في استحقاقات سياسية وامنية جديدة وضعت دولها امام تحديات الاستيعاب والتكيف السياسي مع الواقع الجديد، فالسمات التي قام عليها النظام السياسي الجديد في العراق بعد احتلاله من قبل الولايات المتحدة الامريكية هي ذات طابع مغاير تماما لما سبقها للنظام السابق، فقد شكلت هذه السمات مضامين رؤية سياسية مختلفة مع ما هو موجود من سياسات ورؤى وتوجهات في الدول المجاورة له
لقد مرت علاقات دول جوار العراق بخاصة واطراف النظام الاقليمي العربي بعامة مع العراق بتحولات عديدة بدءاً من تداعيات الصراع الدولي وانعكاساته على دول المنطقة، فموقع العراق ينفتح على دول خارج المنظومة العربية تقوم سياساتها على استثمار المنطقة العربية في صراعاتها الاقليمية، لذلك حكمت العلاقات الاقليمية بين العراق وجيرانه عدة متغيرات سياسية وجيوسياسية غذتها عوامل مهمة
ولا بد من التركيز على خمسة من دول الجوار الإقليمي للعراق لغرض التعرف على كيفية تأثير الوضع العراقي عليها سلبًا أو ايجابًا، وتحديد مصالحها الاستراتيجية في العراق، هي: إيران، والسعودية، وسوريا، وتركيا، وإسرائيل. وبرغم من أن الأردن والكويت وباقي دول الخليج ، لا تمتلك القدرة على التدخل في الشؤون العراقية كما هو حال الدول الاخرى المذكورة، وإن وُجدت فهي ستكون بتسيير ولمصلحة الولايات المتحدة الاميركية وليس ضدها، لذا سوف تكون لها اشارات ضمنية ازاء كل حالة ينبغي الاشارة لها.
وتنبع اهمية هذا الموضوع من كون العراق رقم صعب في معادلة التوازن الاقليمي وفاعلا مهما ومؤثرا في السياسات الاقليمية والدولية ، كما ان التغيير الذي حصل في العراق ادخل المنطقة في حالة من صراع الارادات وباتت الساحة العراقية ميدانا تتصادم عليها ارادات وطموحات واستراتيجيات الدول الاقليمية المؤثرة ، كما ان الوجود الامريكي في العراق يعد تطورا استراتيجيا للواقع الامني والسياسي في عموم منطقة الشرق الاوسط .
وينطلق البحث من اشكالية محددة تتركز في ان دول جوار العراق تسعى الى تشكيل المشهد العراقي على وفق تصورات واليات تتناسب مع توجهاتها السياسية والاستراتيجية لذا فان الدراسة ينبغي ان تركز على اهداف وتطلعات ومصالح هذه الدول في العراق .
ويستند البحث الى فرضية اساسية مفادها ان المعطيات الجغرافية والاقتصادية والسياسية والامنية والايديولوجية والعرقية والمذهبية التي يتوافر عليها العراق جعلت منه ميدانا وبيئة ملائمة لبلورة مصالح واهداف دول الجوار فيه حيث ان لكل دولة منها اسبابها وتوجهاتها من اجل صياغة سياسات محددة للتعامل مع الشان العراقي بالقدر الذي يضمن مصالحها واهدافها العليا.
} }