لحن القارئ في سورة الأعراف ( دراسة دلالية )

Abstract

فمما أنعم الله به علينا تلاوة كتابه الكريم ، فالقرآن كتاب مباح للمسلمين جميعاً على خلاف كثير من كتب الديانات الأخرى التي تقتصر فيها الكتب الدينية الرسمية على طبقة معينة من العلماء ، لذا يمكن أن نعد القرآن الكريم من أكثر كتب الديانات الرسمية قراءةً وانتشاراً بين معتقديه . ومن البديهي أن تحدث خلال قراءة القرآن الكريم أخطاء في التلفظ ناتجة من اسباب عدة يعود بعضها إلى عدم اقتصار قراءة القرآن على المختصين ، فضلاً عن طبيعة الرسم القرآني الخاص إذ يتميز القرآن الكريم برسم املائي خاص قد يلتبس فيه الأمر على القارئ المبتدء ، يضاف إلى ذلك القوانين الصوتية التي تحكم اللغة العربية ، لغة القرآن ، إذ تتولد هذه القوانين بفعل تجاور الألفاظ القرآنية والتي تفرز مجموعة من الظواهر الصوتية يحتاج القارئ أن يتقنها كي تكون قرآءته صحيحة والتي تندرج تحت عنوان ( أحكام التلاوة ) . ومن الاسباب الأخرى التي تؤدي إلى الخطأ طبيعة الألفاظ المستخدمة في الآيات القرآنية وقد وردت في القرآن الكريم ألفاظ عدة استخدمها الله عز وجل للتعبير عن معاني معروفة لدى المسلم الذي يستعمل ألفاظاً أخرى يسيرة يعبر بها عن المعنى نفسه .هذه الاسباب وغيرها جعلت القارئ يخطئ في قراءة القرآن الكريم الأمر الذي حدى بالعلماء أن يقوموا بجمع الألفاظ التي يمكن أن يخطأ فيها القارئ على سبيل الحصر ، كما فعل عبد الرحمن عيتاني الذي ألف كتاباً أسماه ( الاخطاء الشائعة في تلاوة القرآن على رواية حفص ) إذ قام بجمع الألفاظ التي يمكن أن يخطئ فيها القارئ ومن دون أن يشير إلى سبب الخطأ ، والفرق الدلالي بين اللفظة المخطوءة والصحيحة ، الأمر الذي جعل الباحث يكتب بحثاً يشير فيه إلى أسباب هذا الخطأ ودلالاته . وتجدر الإشارة إلى أن الألفاظ التي يلحن بها قارئ القرآن الكريم في سورة الأعراف والتي ستكون مادة البحث هي خروج عن اللفظ القرآني المتفق عليه بين العلماء والتي نعتقد بوجود دلالة لغوية لها ، وهي غير مندرجة تحت عنوان القراءات القرآنية على رأي وهذا ما سيتضح من خلال البحث .وقد اقتضت طبيعة البحث أن يكون على ثلاثة مباحث تسبقها مقدمة وتنتهي بخاتمة تنطوي على أهم النتائج التي توصل إليها الباحث .فكان المبحث الأول بعنوان اللحن في الحركات ، تناولت فيه ما يلحن فيه القارئ بسبب اختلاف الحركات على اللفظة وما ينتج عن هذا الاختلاف من دلالة أما المبحث الثاني بعنوان اللحن في تلفظ الأصوات ، تناولت فيه ما يلحن فيه القارئ بسبب اختلاف الأصوات التي تتميز فيها الحروف وما ينتج عنها من دلالات .وكان المبحث الثالث بعنوان اللحن في تطبيق أحكام التلاوة , تناولت فيه ما يلحن فيه القارئ بسبب عدم تطبيق أحكام التلاوة بصورة صحيحة .ولا أدعي لهذا البحث الكمال فهو صادر عن بشر وحسبي أني طرقت موضوعاً يشكل أهمية كبيرة في حياتنا عسى أن ينتفع به القارئ ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .