The paradox poiticisn- aReading in Al- Jawahiry poetry

Abstract

للكتابة عن الشاعر محمد مهدي الجواهري (1899 – 1997) نكهة خاصة، إذ تجاوز مرحلة النقد بمعنى تمييز جيد شعره من رديئه، إلى مرحلة تجريب المناهج النقدية الحديثة على شعره، فهو "نص ممتاز" يستوجب منهجاً ملائماً، وناقداً ماهراً لإدراك مديات دلالاته، ومستويات إبداعه.
تجذب عناوين دراسته الانتباه على أنه صار الجواهري بنداً من بنود المعرفة، فما أن يؤلف أحدهم كتاباً إلا يقدّم اسمه: "الجواهري شاعر العربية". "الجواهري، جدل الشعر والحياة". الجواهري، ديوان العصر"، هناك دراسات أخرى نحت غير هذا المنحى، ولكن تقديم اسم الجواهري في مجموعة دراسات، لم يتواطأ أصحابها، يشير إلى ظاهرة معرفية، يفهم القارئ بها أنه في مجال خاص.
يستغرق المتن الشعري للجواهري 432 قصيدة أو مقطوعة، في خمسة أجزاء، يمتد مما هو قبل اول قصائده المنشورة سنة 1920، إلى تاريخ آخر قصيدة مثبتة في الديوان، آذار (مارس) 1994، مع مجموعة من القصائد غير المنشورة فيه، مثل "نوري السعيد" و"يوم التتويج" وغيرهما كثير.
كان البحث، في هذه الدراسة، عن محرِّك شاعرية الجواهري هاجساً مضنياً، إذ المتن الشعري كبير، والإبداع متنوّع، والمرجعية الثقافية عميقة عمق التراث العربي، واسعة سعة الهموم العراقية، منذ أول حكومة في العصر الحديث سنة 1921 إلى تخبّط سياستها، حين فارقها الجواهري سنة 1997. لذا خرجت الظاهرة الجواهرية عن أن يلفّها منهج، وأن يحتويها كتاب، وعلى الرغم من ذلك، ومع الوعي به في الوقت نفسه، كان لزاماً البحثُ عن نقطة البدء، لتستوي الدراسة على أساس واضح محدد، نقطة البدء هي التعرف إلى محرِّك الشاعرية، عما كان أساس الظاهرة الجواهرية. كانت "المفارقة" تنتصب أمام كل نزوع بحثي، كانت سمة السياق الثقافي الذي أنتج شعر الجواهري، وكانت سمة الشخصية الجواهرية، فكانت سمة القصيدة الجواهرية أيضاً، وقد تجمّع ذلك كله في "شعرية المفارقة".