دولة الأنباط وحضارتهم (الحارث الثالث انموذجا)

Abstract

الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين ، ان دولة الأنباط من الدول المهمة في بلاد العرب الشمالية وهي تمثل محط ألتقاء الحضارت ومنطقة التمازج الفكري والأقتصادي والديني لبلدان الشرق الأدنى القديم ولما لهذه الدولة من أهمية بالغة في هذا الصدد لذى تم أختيار الموضوع على أن يتم بيان الخلاف بين المؤرخين حول الحارث الثالث ورب ايل الأول ضمن طيات هذا البحث . تضمن البحث مجموعة موضوعات منها الجذور التاريخية لدولة الأنباط و (الحارث الثالث - رب إيل الأول ) نشاطهما على مختلف الأصعدة والخلاف حولهما الحياة الدينية والأقتصادية والأجتماعية والعمرانية والفنية للأنباط . أستعان الباحث بمجموعة من المصادر والمراجع ، وكان الأهم فيها المصادر الآثارية وكانت من المراجع حتماً على أعتبار أنها دراسات حديثة ضمت الكشوف الآثارية القديمة لدولة النباط والتي أغفلتها المصادر الأخبارية مثل اليعقوبي والمسعودي وابن قتيبة الدينوري ، من هذه المراجع : كتاب تاريخ العرب القديم لمحمد بيومي مهران ، والعرب في العصور القديمة لطفي عبد الوهاب يحيى وتاريخ العرب قبل الأسلام لمحمد سهيل طقوش وتاريخ العرب القديم لتوفيق برو والمفصل في تاريخ العرب قبل الأسلام لجواد علي وغيرها من المراجع المهمة التي ثبتت في قائمة المصادر والمراجع ، واجهت الباحث مشكلة ندرة المصادر والخلاف بين المؤرخين حول أصول الأنباط وحول الحارث الثالث وتم التوصل الى مجموعة من النتائج في الخاتمة ان هذه الدولة وقعت تحت مؤثرات حضارية متعددة أوهمت هذه المؤثرات الكثير من المؤرخين حول عروبة هذه الدولة ومدى ارتباطها بالحضارة العربية قبل الاسلام ، كانت الحضارة في دولة الأنباط عبارة عن مزيج من ثقافات مختلفة لأمبراطوريات مختلفة ، وكأن هذه الدولة كانت في مركز ملتقى حضارة اليونان والرومان بحكم السياسة وملتقى الديانات من حيث اليهودية والمسيحية والوثنية من حيث الدين ومركز للهند والصين وحوض البحر المتوسط وباقي بلاد العرب من حيث الأقتصاد ، ولهذا كانوا بحكم موقعهم سادة المنطقة . لم ينطوي الأنباط على أنفسهم ، وكان كل ما يهمهم هو تلقف التطور الحضاري مع المحافظة على هويتهم العربية وتمسكهم بتقاليدهم ، من مناهضة المحتل لأراضيهم ، وأدل دليل على ذلك هو رفضهم الخضوع للرومان بصورة كاملة واقامة علاقات طيبة مع اليونان ولاحظنا ذلك في عهد الحارث الثالث عندما استعان بضباط يتولون مهمة تدريب جيشه . أختلف المؤرخون حول الحارث الثالث ورب ايل الأول وهذا الأختلاف نابع من قلة الأهتمام بتلك المرحلة، وزخم الأحداث التاريخية من جهة أخرى ونفور بعض المؤرخين من الأنباط عندما قالوا عنهم بأنهم ليسوا من العرب كل ذلك ادى الى عدم التدقيق في نقل الحقائق وعدم الدقة في توصيف ملوك هذه الدولة . تطور الوعي السياسي لدى الأنباط دفعهم للدخول في تحالفات سياسية تقوم على أساس المنفعة المتبادلة للطرفين مثلما جرى بين الحارث الثالث و هركانوس . تطور عملية المقايضة السياسية وبصورة باهرة خصوصا عندما ارسل بومبيوس مبعوثه للحارث الثالث حول موضوع فك الحصار عن بيت المقدس . ظهور الأنقسامات الدينية في هذه المرحلة وتحديدا لدى اليهود بين الصدوقيين والفرسيين أسهم في زيادة نفوذ دولة الأنباط ومنحها مكاسب سياسية وعسكرية مختلة .