ذروة الخبرة وعلاقتها بالاهتمام الاجتماعي لدى المختصين بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة اربيل

Abstract

تتحقق "ذروة الخبرة" عند معايشة الفرد لحالة عميقة من تسامي الأنا، تشمل الاستغراق التام، وإحساس خاص بالنشوة والدهشة والتواضع، مع التخلص تماماً من مشاعر القلق والخوف، يصاحبها فقدان الإحساس بالزمان والمكان. ويؤمن "ماسلو" - الذي اشتق مفهوم ذروة الخبرة- أن المحققين لذواتهم هم أناس نادرون جداً، استطاعوا الاستخدام الكامل لإمكانياتهم وقدراتهم ومواهبهم. ومن هنا قد تتصل ذروة الخبرة بـ"الاهتمام الاجتماعي" الذي يشمل تجربة الكمال الفردي والترابط مع الإنسانية والإحساس بالآخرين وتحقيق السعادة لهم، إذ تشكل ذروةُ الخبرة لحظةً محورية في التحرك نحو الاهتمام الاجتماعي. إن هذه الرؤية تؤدي إلى التساؤل عن مدى إمكانية إقامة صلة مفاهيمية تنبؤية بين الاهتمام الاجتماعي وذروة الخبرة، عبر الافتراض أن اشتداد نزعة الاهتمام الاجتماعي لدى الفرد يمكن أن يقوده إلى معايشة أكبر لذروة الخبرة بوصفها الحالة الوجدانية الأكثر سمواً وبهجة وتوحداً مع العالم. وقد صيغت خمسة أهداف للبحث مستمدة من مشكلته هذه.تـألفت عينة البحث الحالي من (125) مختصاً بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، تم اختيارهم عشوائياً من ستة معاهد متخصصة بهذا النوع من التعليم في مدينة أربيل، من النوعين، ومن مختلف الأعمار ومستويات التحصيل الدراسي وسنوات الخدمة.ولتحقيق أهداف البحث، تم تطوير مقياسين أحدهما لذروة الخبرة مؤلفاً من (22) فقرة بصيغته النهائية، والآخر للاهتمام الاجتماعي مؤلفاً من (29) فقرة بصيغته النهائية، بعد أن جرى التحقق من شروطهما السيكومترية في تحليل الفقرات والصدق الظاهري وصدق البناء والثبات بأسلوبي الاتساق الداخلي وإعادة الاختبار. وقد أسفر التحليل الإحصائي عن عدد من النتائج، أهمها:-ارتفاع مستوى ذروة الخبرة والاهتمام الاجتماعي لدى المختصين بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. وإن معظم أفراد العينة يتركزون في فئة الاهتمام الاجتماعي المرتفع، وفي فئة ذروة الخبرة المتوسطة.-عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين الإناث والذكور في كل من ذروة الخبرة والاهتمام الاجتماعي.-عدم وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين ذروة الخبرة وكل من: سنوات الخدمة، والعمر، والتحصيل الدراسي.-الاهتمام الاجتماعي لوحده قادر على التنبؤ طردياً بذروة الخبرة، فيما المتغيرات الديموغرافية الأربعة الأخرى غير قادرة على ذلك لا منفردة ولا مجتمعة.-هذه العلاقة التنبؤية الطردية تبدأ بالتراجع لدى الأفراد ذوي الاهتمام الاجتماعي الشديد.ثم نوقشت النتائج في ضوء نظريتي "ماسلو" و"أدلر"، ليتم تحديد استنتاجات البحث بالآتي:1-توجد صلة نظرية بين منظور أدلر في "الاهتمام الاجتماعي"، وبين منظور ماسلو في "ذروة الخبرة"، على أساس قدرة الأول الجزئية على التنبؤ طردياً بالثاني. وتتمثل هذه الصلة أو نقطة الالتقاء بمفهوم "الحاجة إلى الأمان".2-الاهتمام الاجتماعي يستطيع التنبؤ طردياً بذروة الخبرة، ولكن ليس على نحو قطعي وتام بل على نحو جزئي ومشروط. 3-لمفهوم ذروة الخبرة استقلاليته عن المتغيرات الديموغرافية: النوع الاجتماعي، وسنوات الخدمة، والعمر، والتحصيل الدراسي؛ إذ يقتصر التنبؤ به على مفهوم الاهتمام الاجتماعي الذي يعود تكوينه إلى سنوات الطفولة المبكرة.4-قدرة الاهتمام الاجتماعي على التنبؤ الطردي بذروة الخبرة، تتأثر بشدة ذلك الاهتمام لدى الفرد. فكلما كان الاهتمام الاجتماعي معتدلاً فإن ذلك يوفر احتمالاً أكبر للمرور بذروة الخبرة، بالمقايسة مع الدرجات العالية من الاهتمام الاجتماعي التي تبدأ عندها ذروة الخبرة بالتناقص. كما تم اقتراح عدد من الدراسات التكميلية اللاحقة في ضوء الأسئلة والقضايا التي طرحها البحث الحالي.